full screen background image

اليوم التاسع: مريم العذراء أم الرحمة

55

الاخت مارتينا

تأمل

في نشيد التعظيم تغني القديسة مريم بالرحمة، بمحبة الله المفرحة التي تأتي لتعيد السعادة إلى عالم حزين، هي الابنة الأولى لرحمة الله، وفي الوقت نفسهِ فضلاً عن كونها ابنة فهي والدة إله الرحمة ولهذا نسميها أم الرحمة. أمنا القديسة مريم هب ابنة الله وأم الله لقد ولدت الذي خلقها وفداها بالتأكيد بطريقة خاصة تميزها عن الجنس البشري بأكملهِ، “نالت مريم في حبلها بركة الرب ورحمة الله مخلصها”. يعلمنا القديس خوسيماريا أننا: “نذهب دائماً إلى يسوع ونعود من خلال والدتهِ القديسة العذراء مريم” لأن أمنا القديسة تبدد كبرياء قلوبنا وتساعدنا على أن نجعل أنفسنا صغاراً لكي يضع الله عينيهِ على تواضعنا ويولد فينا يسوع ونتوجه إليها بثقة الأطفال. مريم العذراء هي التي عرفت سر الرحمة بعمق. لقد كانت أول من عاشت واختبرت الرحمة الإلهية التي جعلت والدة الفادي محصنة من كل خطيئة، وقد أثبت يسوع رحمتهُ اللامتناهية من خلال إعطائنا إمهِ. إن مريم هي التعبير السري عن رحمة الله، أي المحبة الأمومية التي يحبنا الله بها. مريم هي بمثابة علامة مرئية وفعالة لمحبة الله للجميع. إن كلمات التعظيم المريمية في نشيدها لها محتوى نبوي لا يتعلق بماضي إسرائيل وحسب، بل بمستقبل شعب الله على الأرض بأكملهِ وربما في هذا الرجاء الأخروي بالتحديد، يتجذر ويتسامى إكرام مريم وتتجلى لنا رحمتها كميناء خلاص معزٍ وواثق. شفاعة العذراء التي هي ملجأ رحمة للرب فيهِ تشعر الجماعة بالأمان، ولذلك تعرب عن اقتناعها الصادق بأن العذراء لن ترفض توسلات من يتضرع إليها في أوقات الحاجة والخطر. وفي الأوقات التي تُطلبْ بها شفاعة مريم كونها معينتنا الروحية ووسيطة الرحمة، وملجأ الرحمة وكل نعمة لن تخذلنا أبداً. إننا يا مريم شفيعتنا نوكل أنفسنا إليكِ يا أم الرحمة في مسيرة إيماننا. نحنُ نتوجه إلى مراحمك لترافقنا عذوبة نظراتكِ حتى نتمكن جميعاً من أكتشاف فرح حنان الله. إن مريم التي ترحب بنا جميعاً تحت عباءتها تعمل كوسيلة للرحمة الإلهية وتذكرنا بأننا أبناء أحباء لأب واحد.

قصة: المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

            في سنة ١٧٠٥ للميلاد ، حدَثَ في جزيرة كريت زلزال عظيم و خرّبت بيوتاً كثيرة وكان في الساحة الخارجية من مدينة كانيا الكبرى محل تجاري مُصوّر على حائطه صورة للسيدةالعذراء مريم. وكان أصحاب الدكان يشعلون قنديلاً أمام الصورة كل مساء ، و في ليلة الزلزال كان هناك ولدان نائمان في هذا المحل فأسرع صاحب المحل بعد الزلزلة ليفتَح الباب و يُخرج الصبيان ، فرأى المحل مهدوماً إلاّ الحائط الذي رُسِمَ عليه صورة العذراء مريم والدة الإله ، و ظنَّ أن الصبيان ماتا تحت الردم . و فيما كان الناس يحفرون تحت الأنقاض سمعوا صوت الولدين وهم تحت الحجارة فرفعوها بمهارةٍ و أخرجوا الولدين ، و سألوهما كيف بقيا على قيد الحياة حتي الأن تحت الردم ؟ فأجابا : لما شعرنا بالزلزال و قفنا أمام صورة العذراء مريـم من خوفنا ، و فيما نحن نصلي إمتدَّ من الصورة ستار فظللنا ، و كانت الحجارة و الأخشاب تتساقط على هذا الستار فلم تصبنا الجارة بأي اذى ، وكانت السيدة العذراء التي ظهرت لنا بهذه الصورة تقول لنا : لا تخافا .فاشتهرت هذه الأعجوبة في المدينة حتى أن الأمير ايرونيموس حاكم الجزيرة أمر أن تُبنى كنيسة في هذا المكان دون أن يُهدّ الحائط المرسوم عليه صورة السيدة العذراء. اخوتي الأحباء، لسنا في حاجةٍ لجدال عقيم مع من لا يؤمنون بشفاعة العذراء مريـم، فهم الخاسرون .ما أحلى و ما أروع أن تكون لنا أُم مثل العذراء مريـم القدّيسة ، والدة الإله ، تترأف بنا ، وتحنو علينا في كل حين وخاصةً في أوقات الشدائد والمحن ، و تنجيّنا من كل خطر وشدة .فمن لا يؤمن بشفاعتها ، ولا يُريد أن تكون أُمّاً له ، فهو الخسران .يقول أحد آباء الكنيسة القديسين : إذا حاربتك حروب جسدية بأي نوع فأرفع عينيك نحو العذراء مريـم وقُل لها : ” يا أمي انقيذيني ” ، فحالاً تُبعد عنك الحروب وتَهرُب الشدائد والصعوبات من حياتك .

صلاة: أيتها العذراء المجيدة أم الرحمة، لقد أختاركِ الله لتكوني أم الكلمة الأزلي المتجسد، أنتِ حافظة النِعم الإلهية والمحامية عن الخطأة. ألتجئ إليكِ أنا عبدك غير المستحق، تكرمي وكوني هاديتي ومشورتي في وادي الدموع. أستمدي لي الرحمة بواسطة دم ابنكِ الثمين، غفران خطاياي، خلاص نفسي، نتضرع إلى رحمتكِ أن تستمدي للكنيسة المقدسة الإنتصار على أعدائها وأنتشار ملكوت المسيح في العالم أجمع آمين.