full screen background image

اليوم الثامن: مريم العذراء في الكتاب المقدس

81

الأخت مارتينا

تأمل

مريم العذراء في الكتاب المقدس هي إعادة اكتشاف الجسر بين العهدين القديم والجديد. إن الفهم الحقيقي لمريم ودورها في الخلاص لا يمكن أن يأتي إلا من الفهم الكامل للكتاب المقدس وتصوير مريم في الكتاب المقدس. يأتي هذا الفهم الكامل من الدراسة المتأنية للعهدين بين الله وشعبهِ، القديم والجديد. مريم هي الجسر بين العهدين القديم والجديد. والعهدان أساسيان للخطة الإلهية للخلاص، ويصبح دور مريم في تاريخ الخلاص واضحاً عندما نرى أنها التجسيد الحي للموضوعات الأساسية في العهدين القديم والجديد: كأبنة صهيون، تابوت العهد، حواء الجديدة التي تعمل مع آدم الجديد (ابنها الإلهي يسوع المسيح). إن العبادات المريمية والإكرام لها المختلفة تنقل بشكل رائع عظمة مريم الكاملة كما تم تصويرها في الكتاب المقدس. فإن فصلي لوقا (الأول والثاني) وحدهما عبارة عن خلاصة وافية لجميع العقائد المريمية الرئيسية في الكنيسة الكاثوليكية. إن التأمل المستمر في الكتاب المقدس أمر ضروري لفهم أفضل لمريم العذراء التي رأها المسيحيون الأوائل وآباء الكنيسة وحتى المصلحون البروتستانت في الكتاب المقدس. ومن بين العديد من الخيارات الممكنة، هناك نصان من الكتاب المقدس يعبران بقوة أكبر ويرمزان بشكل أكثر معنى إلى سر مريم: التعبير عن شخصيتها المباركة بشكل استثنائي ورمز مهمتها الخلاصية الشاملة المرتبطة بابنها حتى نهاية البشرية. النص الأول هو سفر التكوين “بينكِ وبين المرأة أُقيم عداوة وبين نسلكِ ونسلها فهو يترقب منك الرأس وأنتِ تترقبين منهُ العقب”. (3: 15)، والنص الثاني سفر الرؤيا “وظهرت آية عجيبة في السماء: آمرأة تلبسُ الشمس، والقمر تحتَ قدميها، على رأسها إكليل من أثني عشرَ كوكباً” (12: 1_ 2). النبوءة واللاهوت الأخروي، والتجسد والفداء يتم تلخيصهما في هذين النصين الكتابيين المتشابكين مع بعضهما البعض في رسم لنا شخصية مريم الممجدة مع أبنها الإلهي يسوع المسيح مخلص العالم. مريم العذراء هي المرأة الطاهرة، أي الخليقة البشرية الوحيدة غير الملوثة بالخطيئة لأنها مع ابنها الإلهي هما المنتصران على رأس الحية الجهنمية. مريم هي الخليقة الوحيدة “الممتلئة نعمة” مريم هي الوسيطة التي تحمل يسوع إلى الناس، والبشرية إلى يسوع هي الحاضرة والفعالة في ولادة الكنيسة على الجلجثة (يوحنا 19: 25_ 27) وفي العلية (أعمال1: 14).

قصة

إحدى من أهم القصص الشهيرة في القرون الوسطى هي للراهب الذي كان يرسم صورة للجنة والجحيم على بوابات ديرهِ، لقد كان منخرطاً ومهتماً في تصوير الشيطان بأكبر وأكثر قدر ممكن من البشاعة، وفي يوم من الأيام ظهر الشيطان للراهب متوسلاً إليهِ أن يرسمهُ كرجل شاب وسيم. لكن الراهب رفض الرضوخ لطلب الشيطان، فما كان من الشيطان الغاضب والساخط إلا بأن يقوم بسحب السقالة (السكلة) التي كان الراهب الفنان يعمل عليها. ولكن عندما سقط الراهب مد تمثال للعذراء في مكانهِ الموجود أسفل البوابة ذراعيها وحمتهُ بأمان حتى جاء باقي الرهبان لمساعدتهِ. تم توضيح نسخة من المعجزة الموصوفة أعلاه في مخطوطة في القرن الثالث عشر لألفونسو العاشر حيثُ عبر عنها برسومات في عدة صور كيف رسم الراهب العذراء مريم بصورة بهية وجميلة وكيف رسم الشيطان بصورة بشعة، ورسم وأيضاً صورة لتحطيم الشيطان للسقالة وحماية العذراء للراهب، وكيف جاء الناس ورأو الراهب معلقاً والشيطان هارباً وشُكر الشعب كلهُ للقديسة مريم على المعجزة التي صنعتها.   

صلاة: أيها الرب الإله نسألك أن تساعدنا بشفاعة والدتك القديسة المباركة الدائمة البتولية مريم كيما ننجو نحن الذين استغاثتنا ببركاتها الدائمة من كل الأخطار ومن خلال لطف محبتها الوالدية لنا، يا مريم أم الرحمة والنعمة والرأفة أحفظينا من عدونا في ساعة موتنا آمين.