full screen background image

يقول الله ” انتظر”

192

الأخت بسمة

يقول الله ” انتظر”
ايوب16

هل أدركت أنه، أيا ما كانت الصعوبات التي تواجهها، فإن يسوع الآن يصلي من أجلك؟

يا لأيوب المسكين كان عليه ان يتحمل أحاديثا مزعجة بصورة متزايدة من أصدقائه والتي أدانوه فيها أكثر وأكثر، متهمين إياه بالخطأ. يصفهم أيوب بأنهم “معزّون متعبون” (ايوب2/16)، مع “هَلْ مِنْ نِهَايَةٍ لِكَلاَمٍ فَارِغٍ” (ايوب 3/16). لقد كانوا أبعد ما يكونون عن المعونة بالنسبة له.(ايوب4/16).

يعتقد بعض الناس خطأ أن معاناتنا في هذه الحياة تكون دائما بسبب خطايانا، أو حتى بسبب الخطيئةفي حياة سابقة. لذا يقولون أنه إن وُلد الناس في فقر أو بخلل جيني معين، فلابد أن هذا خطأهم. وهذا اللوم يشكل للناس معاناة إضافية هم في غنى عنها (فكرة التناسخ مرفوضة تماما في الكتاب المقدس، أنظر عب27:9). هذه هي الطريقة التي تكلم بها من يزعمون أنهم أصدقاء أيوب عنه.

عندما يتألم أصدقاؤنا نحتاج أن نسعى كي لا نكون “معزين متعبين” (ايوب 2/16). بل بالأحرى، كما يقترح أيوب، ينبغي أن “نشجعهم”، “نعزيهم”و”نقويهم” و”نسكن آلامهم”.

شيء واحد يمكننا دائما القيام به هو التشفع (أن نصلي نيابة عن المتألمين) لأجلهم. قال أيوب: “شفيعي هو صديقي. لِلَّهِ تَقْطُرُ عَيْنِي .. نيابة عن الانسان يتضرع هو لله كشخص يتضرع لأجل صديق” (ايوب16/ 20-21).

لا يخبرنا النص من هو الشفيع، لكن أيّا كان من هو، فقد كان صديقا حقيقيا لأيوب لأنه كان يتضرع إلى الله من أجله
ربما لا تبدو صلوات المتشفع مستجابة على الفور، لكنها استجيبت أخيرا عندما رد الله ثروات أيوب. كانت إجابته على شفيع أيوب وعلى أيوب نفسه “انتظر”. فيما بعد كان تشفع أيوب للآخرين هو السبب المباشر لرد سبيه ( ايوب8:42- 10).

من هو المتشفع من أجل أيوب؟ يقول أيوب، “أَيْضاً الآنَ هُوَذَا فِي السَّمَاوَاتِ شَهِيدِي وَشَاهِدِي فِي الأَعَالِي” (ايوب 19:16). نرى في العهد الجديد أن الواحد “الذي يمثل الفانين أمام الله” هو يسوع. إنه “المحامي عنك أمام الآب” (1يو1:2). إنه يتشفع من أجلك (عب24:7-25).

كان يسوع هو محامي أيوب. لقد كان يتشفع من أجله. كان يسوع يتضرع لله “كما يتضرع الواحد لأجل صديقه”. هنا نرى مشابهة بين خبرة أيوب وخبرة بطرس. قال يسوع لسمعان بطرس، “سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ” (لو31:22-32).

صلاة

أشكرك جدا يا رب لأنك تعد بأن تكون محامينا. أشكرك لأنه عندما يبدو الشيطان أنه يغربلنا في أوقات، مثل أيوب أو بطرس، تصلي أنت من أجلنا. أشكرك لأننا نعلم أنه حتى إن كان يبدو أننا بحاجة لأن ننتظر، فإن الإجابة على صلاة محامينا الموجود في السماء ستكون دائما أبدا هي “نعم”.