full screen background image

اليوم الخامس: الحبل بلا دنس

78

الاخت مارتينا

تأمل

الحبل بلا دنس عقيدة إيمانية مسيحية كاثوليكية بها حُفِظت مريم العذراء المباركة من كل خطيئة منذُ اللحظة الأولى للحبل بها بنعمة فريدة من نوعها، مُنحت لها بشكل أستباقي من خلال استحقاقات حياة ابنها وموتهِ وقيلمتهِ. منذُ لحظة الحبل بها بلا دنس بقت مريم خالية من كل خطيئة نتيجة اختيارها الحر للتعاون مع نعمة الله، ونتيجة لذلك حُبل بها كأداة مناسبة لتجسد الله وبقيت الأداة المناسبة طوال حياتها. بعد ولادة يسوع استمرت والدة الإله في التواصل الكامل مع النعمة ومرافقة ابنها والوقوف عند أقدام صليبه وتقديم ذاتهِ إلى الآب، واختبار قيامتهِ وصعودهِ إلى السماء والمشاركة في نعمة الرب الكاملة بحلول الروح القدس في العنصرة ومساعدتها في ولادة الكنيسة الأولى برعايتها الأمومية وعند رقادها أُخذت بالجسد والروح لتكون مع ابنها وتتوج كملكة السماء والأرض ومن خلالها تتوسط محبة الله ورحمتهِ. والدة الإله كانت ولا تزال هي الحبل بلا دنس خالية من خطيئة طوال حياتها. أن نكون قديسين مثل يسوع القدوس هذهِ حقيقة مذهلة في حياة مريم، يقول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية على مر القرون أصبحت الكنيسة تدرك أكثر من أي وقت مضى أن مريم “الممتلئة نعمة” بقوة الروح القدس قد افتُديت منذُ لحظة الحبل بها بلا  دنس وهذا ما تعترف بهِ عقيدة الحبل بلا دنس. مريم العذراء أمنا المباركة فريدة من نوعها في البشرية جمعاء لكونها ولِدت بلا خطيئة، وأن الكنيسة تعتبرها نموذجاً للبشرية في قداستها وطهارتها وفي استعدادها لقبول خطة الله.

قصة

في 27 تشرين الثاني سنة 1830 ظهرت امنا العذراء لراهبة من راهبات المحبة بباريس , اسمها (( كاترين لابوره )) . تجلت البتول في معبد الدير , بينما كانت الراهبة تصلي , فبدت آية في البهاء و الجمال , يغشى ثوبها وشاح طويل يسترسل من هامتها الى قدميها , وكانت ترفع عينيها المتلألئتين بالنقاء والوداعة الى السماء تارة، ثم تخفضهما تارة اخرى , وبين يديها كرة قد علاها صليب صغير , وتحت اخمص قدميها بانت كرة اخرى اكبر حجما من الاولى، وفي اصابعها خواتم وحجارة كريمة تنبعث من بعضها اشعة باهرة بين طويلة و قصيرة. اطلعت البتول. ابان الرؤيا. لكاترين إن الاشعة المنبعثة من يديها ترمز الى المواهب التي تغدقها على كل من يسألها. أما الحجارة الخافتة الأنوار في أصابعها فإنها تمثل النِعم التي اهمل البشر في طلبها. احاط اخيراً بالعذراء إطار بيضوي الشكل برزت عليه، باحرف ذهبية الكلمات التالية : يا مريم التي حـُبل بها بلا خطيئة صلي لاجلنا نحن الملتجئين اليك. وتلاشت الرؤيا. ومنذ ذلك الحين إنتشرت ايقونة العذراء كما ظهرت في الرؤيا وكانت توزع على المؤمنين وجرت بواسطتها عجائب كثيرة. 

صلاة:  أيّتها البريئة من كل دنس، أمَّ يسوع وأمَّنا، نرتمي بين ذراعيك، واثقين بأنْ نجد في قلبكِ الكلي الحب، 
تحقيقَ أمانينا الحارّة والميناءَ الأمينَ بين العواصف التي تثورُ علينا من كلّ جهة. أيّتها الزنبقةُ الفوّاحة بعرفِ القداسة إجذبي قلوبَنا بأريجِكِ السماوي،  أنحني على جراحاتِنا الأليمة، بدّلي عقول الأشرار، كفكفي دموعَ الحزانى والمظلومين. أعيني الفقراءَ والوضعاء، أخمدي روحَ البغضِ، إحمي الكنيسة المقدّسة، وإجعلي أن يشعرَ جميعُ الشعوبِ بجاذبية الصلاحِ المسيحي، ليعرفِ الناسُ باسمِكِ الذي تتوحّد على نغمتِهِ صفوفُ السماوات. آمين (البابا بيوس الثاني عشر).