full screen background image

التأمل الخامس والعشرون مريم العذراء مدينة الله

518

الأخت مارتينا

مدينة الله السماوية العظيمة هو أحد الأسماء التي تطلق على أورشليم، لأن الله أختارها مقراً لسكناه (تث12: 5) فقد أحب الرب أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب، وفي الطقس الكنسي تُعتبر الكنيسة هي مدينة الله على الأرض، ومن حيثُ سُكنى الله في العذراء مريم تُسميها الكنيسة مدينة الله أو صهيون كما قيل في المزمور، (مز87). تقدست صهيون بحلول الله فيها، فأصبحت مدينة الملك الأعظم. سيكون العليُّ سوراً منيعاً لهم ضد كل الهجمات، وعوناً لمُحبي الله في وقت الضيق. الله سيحميهم ويدافع عن جبلهِ المُقدس، فتصبح أورشليم الملجأ للذين يرومون خلاصاً ويطلبون حمايتها الله معنا فمن علينا؟ هذا شعار ساكني المدينة المقدسة الواضعين كلَّ رجائهم بِمُنقذِهم وإلههم. 

الكنيسة تسمي مريم العذراء مدينة الملك العظيم (مدينة الله) الذي سكنَّ فيها وقدسها بحضورهِ وملأها من مجدهِ وقدرتهِ الإلهية. يومَ نُقِلَ تابوت العهد إلى أورشليم ووضع في الهيكل المُقدس، تحولت أنظار الشعوب كلها نحو مسكن الله الجديد، وحينَّ حَلَّت كلمةُ الله في مدينة صهيون، أعني بها والدة الإله، أتجهت أنظار العالم بأسرهِ نحو بين الله الجديد، مريم العذراء. أورشليم هي المركز الديني الأساسي في أرض فلسطين، ومريم هي المركز الوحيد الذي يُعلمُنا جيداً كيف نُحب الله ونعبدهُ بالروح والحقّ، أختار الله صهيون واصطفاها مسكناً لهُ. وها هو يسكُنُ اليوم في المرأة التي اطفاها أُماً لهُ، فأفاض البركة عليها . رفعَّ شأنها وعظمَها، فهيأت سِراجاً لِمَسيحِ. تقدست والدة الإله بِسُكنى المسيح، كلمة الله، كلمة الله في مستودعها البتولي. فأصبحت مدينة رب الجنود، أصبحت سوراً منيعاً ضد كل الهجمات وعوناً للمؤمنين في الضيقات ومَلجأً في الأحزان. هي تحميهم والساكنُ فيها يُدافِع عنّا كما يُدافع عن جبلهِ المُقدَّس. أنتِ المدينة المُقدسة، أنتِ صهيون الجديدة والمسكن الجديد الذي سيُشيدُ لكِ تاريخ البشر بالأمجاد التي صنعها الله بكِ. كل شعوب الأرضِ صرخوا إلى أورشليم وإلى الساكن فيها: ما أحبَّ مساكنكَ يا رب الجنود، وها نحنُ نهتفُ بملء حناجرنا: “إن البرايا بأسرها قد ذهلت من مجدكِ الإلهي، لأنكِ حَمَلتِ في حشاكِ إله الكُل وولدتهِ إبناً في زمنٍ، ومنحتِ الخلاص لجميع الذينَّ يُسبِحونكِ”.

لِنُصَّلِ: يا مريم أُمُنا القديسة، يا والِدة الإله البريئة من جميع الأدناس، يا مدينة الله ملك الكل، أيتها الإناءُ الإلهي الوضاء والجوهرة الموقرة، إننا نُكرِمُكِ أيتها الملكة الأكثرُ إكراماً وأرفعُ مجداً من كل الملائكة، يا من قَبِلتّ في بطنِها الكلمة المُتَجسد، وحملت حامل الكون، أيتها الفتاة النقية المُسارعة دائماً إلى معونة المُسارعين إليها وخدمتهم بمحبة تضرعي لنا عند أبنكِ يسوع المسيح أن يمنح نفوسنا الرحمة والمغفرة. آمين