full screen background image

اليوم الحادي عشر: مريم العذراء وعرس قانا الجليل

176

الاخت مارتينا

تأمل

“ما لي ولكِ، يا آمرأة، ما جاءت ساعتي بعد” (يوحنا2: 4)، يتبادر دائماً إلى أذهان الناس عند قراءة هذا النص من إنجيل يوحنا وخصوصاً هذهِ الآية تساؤلات عدة: (ما المقصود من هذهِ الآية)؟ إن من ينطق بهذهِ الآية هو الإنسان الكامل آدم الجديد (يسوع المسيح) إلى المرآة الكاملة حواء الجديدة (مريم العذراء أمهِ). إذن ليتم الكشف عن المغزى الأعمق وراء هذهِ الكلمات من خلال التأمل في الكتاب المقدس، فمن هو أول شخص في الكتاب المقدس يطلق عليهِ لقب “إمرآة”. من الواضح عند قراءة سفر التكوين (2: 22_ 23) نرى أن المقصودة بكلمة إمرآة هي حواء، لكن أكثر ما لا ينسى في المرأة الأولى “حواء” هو أنها لم تصدق كلمة الرب، وأصغت إلى الحية وأستسلمت للحية، واستسلمت للتجربة مما أدى في النهاية إلى سقوط البشرية جمعاء. وهذا يتناقض مع أمنا المباركة مريم العذراء إذ أنها أستجابت على الفور لكلمة الرب عندما وجهها إليها الملاك مما أدى في النهاية إلى فداء البشرية جمعاء. في حديث يسوع إلى أمهِ كإمرآة، يعترف المسيح صراحة بها باعتبارها التعبير الأكمل للأنوثة والأمومة، باعتبارها الشخص الذي ساعد انفتاحهِ على نعمة الله في تصحيح رفض حواء لتلك النعمة. من خلال دعوتها “إمرآة” في معجزتهِ الأولى يعترف يسوع بأمهِ باعتبارها أم جميع الذين ولدوا فيهِ من جديد، وهو اعتراف سيصبح أكثر وضوحاً في نهاية حياتهِ الأرضية عند أقدام الصليب عندما يودعنا لدى العذراء القديسة قائلاً: “هذهِ أمكَ” (يوحنا 19: 27). ويمكننا أن نقول مع القديس إيريناوس: “إن عقدة عصيان حواء انحلت بطاعة مريم، وما ربطتهُ حواء العذراء، بعدم إيمانها، حلتهُ مريم العذراء بإيمانها”. مريم هي المرآة المثالية التي أكسبتها استجابتها لكلمة الله وعمل النعمة لقب “إمرآة” من ابنها مريم هي أم الكنيسة وبالتالي أم جميع الإخوة والأخوات في المسيح.

قصة

 معونة النصارى

اصيبت روما في عهد القديس غريغوريوس (1073 – 1085) بالطاعون الذي اباد عددا كبيرا من سكانها فعم الجزع وصار الناس ينفرون من المصابين لكثرتهم و أهمل المحتضرون فلا موآس لهم ولانصير في شدتهم وباتت جثث الموتى ملقاة على قارعة الطريق لايجرؤ على دفنها احد خشية العدوى فظهرت الكآبة والوجوم على جميع الوجوه وانهمرت الدموع من المآقي وتصاعدت اصوات النوح والانين من الصدور في كل صوب من المدينة الخالدة المبتلاة بالداء الفتاك نال ذلك المشهد المصدع من قلب الحبر القديس وآلمه جدا فاخذ يحث الشعب على الاستغاثة بمريم موعزا التطواف بايقونتها الشريفة في الشوارع المكتظة بأشلاء الموتى فحلقت اصداء نحيب الجماهير الى عنان السماء وتعالت الهتافات من الاعماق يا مريم يا معونة النصارى يا شفاء المرضى ساعدينا في بلايانا وازيلي عنا كابوس الطاعون المسلط على مدينتنا سمعت الام الحنون صوت اولادها المساكين وأصغت إلى تنهدات قلوبهم المتألمة فازالت عنهم كربتهم اذ توقف فتك المرض الوبيل بمعجزة من الأم القديرة وهكذا أعادت الى المدينة الصريعة الهدوء والراحة والعافية.

صلاة: (من كتاب صلوات مريمية)

تذكري أيتها العذراء الرقيقة، إنكِ أمي، وأني ابنكِ، وأنكِ قديرة وأنني إنسانٌ مسكين وحقير وواهن. أتوسل إليكِ، أيتها الأم العذبة أن تقوديني، وتذودي عني، في جميع دروبي ومساعيّ، فابنك قد وهبكِ كل سلطان في السماء والأرض آمين. (القديس فرنسيس دي سال)