full screen background image

لاحياة خارج الله

463

اعداد الأخت رفقة

إنّ بهاء الله يُعطي الحياة، إذًا، فالذين يرونَ الله، سيُشاركون في الحياة. لهذا السبب، فإنّ الذي لا يُدرَك ولا يُفهَم ولا يُرى، قدّمَ ذاتَه للبشر ليَروه، وليَفهموه وليُدركوه. أمّا الهدف، فهو أن يُعطي الحياةَ للذين يُدركونَه ويَرونَه. فإن كانت عظمتُه لا تُسبَر، تبقى طيبتُه أيضًا فائقة الوصف، وبفضلها يسمحُ بأن يُرى، ويُعطي الحياة للذين يرونَه.

من المستحيل أن نحيا بدون الحياة. لا حياةَ خارج المشاركة في الله؛ وهذه المشاركة تكمنُ في رؤية الله، وفي التنعُّم بطيبَته. فهكذا إذًا، سيرى البشر الله ليَحيوا، حسب ما قاله موسى في تثنية الإشتراع: “وقَد سَمِعْنا صَوتَه مِن وَسَطِ النَّار. هذا اليَومَ رَأَينا أَنَّ اللّهَ كَلَّمَ الإِنسانَ وبَقِيَ على قَيدِ الحَياة” (تث5: 24). إنّ الله غير منظور وفائق الوصف… لكنّ جميع البشر علموا من كلمة الله، أنّ ما من إله سوى الله الآب الذي يحتوي على الأشياء كلِّها، ويعطي الحياة للأشياء كلِّها حسب ما قال أيضًا الرّب يسوع المسيح: “إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه” (يو 1: 18).