الاخت مارتينا
تأمل
مريم العذراء كأم هي رمزٌ لنا في حياتنا ومثالنا، مريم هي أم يسوع فادينا وبارينا، التي بها أصبحنا جميعاً أبناء الله وورثة للملكوت من خلال ابنها الإلهي، مريم أيضاً هي مثالنا في الإيمان والرجاء. مريم من خلال عيشها لجوابها للملاك “نعم، أنا أمة الرب” اكتشفت ببطء وصمت معنى طريق الله وبالتالي استمرت في تنفيذ مشيئة الله. مريم كأم ليس شيئاً غير مألوف للكثيرين منا، فنحنُ نرى أمنا العذراء ملجأنا حيث يلجأ إليها الكثير منا في ساعة حاجتنا. وضيقنا ويأسنا نراها ملجأنا ومثالنا في الرجاء والإيمان. فالأمل لا بالضرورة أنهُ لن تكون هناك تحديات في حياتنا أو أن كل شيء سوف يتحسن. الرجاء الذي أظهرتهُ مريم وتقدمهُ لنا هو أن يمنحنا الله القوة لتحمل ما قد يأتي في طريقنا سواء كان جيداً أو سيئاً، فعندما قدمت مع مار يوسف يسوع إلى الهيكل أخبرَّ سمعان الشيخ مريم “سيف الأحزان سينفذُ في قلبكِ” (لوقا2: 35). وهذا يوضح أنهُ حتى والدة يسوع مخلص العالم لم تسلم من الألم. لكنها عرفت أن الله سيمنحها القوة لتحمل كل ما قد يأتي في طريقها. هذا هو الرجاء الذي نحتاجهُ جميعاً، أمل متجدد بأن يكون لنا وعي بأن الله يسير معنا في كل لحظة من حياتنا. كوننا مؤمنين وتلاميذ ليسوع، يسوع الذ لا يحمينا ولكنهُ يعطينا التميز والفرق بين الرجاء واليأس. فاليأس هو عندما نشعر بأن كل شيء قد ضاع ولا يستحق الثقة في الله بسبب الألم الذي نشعر بهِ. ومع ذلك فإن الأمل هو عندما نعرف ونشعر أنهُ لا يزال بإمكاننا الوقوف ومواجهة الغد على الرغم من الألم العميق والإرتباك بشأن عدم معرفة سبب حدوث كل ما يحدث لنا. وهذا ما قدمتهُ وتقدمهُ لنا مريم اليوم: أم ونموذج للرجاء أمنا لا تفقد الأمل والثقة في إبنها الإلهي أبداً. ونحنُ كتلاميذ للمسيح لا نفقد الأمل والثقة في الله مهما كان الوضع سيئاً، فالثقة والرجاء بالله هي أساس حياتنا وإيماننا نحنُ أبناء الله بواسطة يسوع وورثة للملكوت.
قصة
قصة المدفع العجيب:
آزخ – (قرية في شمال العراق) جنوب شرق تركيا.
أثناء أحداث السيفو 19915 التي طالت أجدادنا في فترة الحرب العالمية الأولى. احاط المرتزقة بلدة آزخ تساندها القوات العثمانية المجهزة بأحدث الأسلحة والذخائر لإبادتها ومحو اسمها من الوجود. فرفع أبناء البلدة أيديهم وكل من لجأ إليها إلى السماء تطلب النجدة مستغيثة بالسيدة العذراء شفيعة كل المؤمنين في آزخ. عندها سمعت أصوات محاكية لصوت المدافع الثقيلة للعدو منطلقة قذائفها من نوافذ الكنيسة باتجاه الأعداء الظالمين، كانت سريعة جدا وصوتها كالرعد. شرعت تقذف الأعداء بوابل حممها الحارقة. كان الناس يغطون آذانهم بأيديهم من شدة وقع الصوت، فأطلقوا عليها بلهجتهم ( شرقي ) واستمرت هذه الحالة طيلة أيام العدوان. أما أهالي آزخ فكانوا قد أقاموا أسوراً حول المدينة وفتحوا بيوتهم كلها بعضها على البعض ، الرجال والشباب يقاتلون الأعداء والنساء والصبايا يحضرن الطعام المتوفر بسبب الظروف القاسية التي تمر عليهم.
وعندما شعر العدو بأنه أخفق في تحقيق أهدافه والدخول إلى المدينة للقتل والسلب وانتهاك المحرمات، بادر في طلب الصلح مشترطاً تسليمهم المدفع العجيب الذي كان سبباً في إفشال مخططاتهم .ولكنهم ذهلوا عندما دخلوا آزخ للصلح وزاروا الموقع الذي يطلق القذائف، فإذا هو كنيسة ولا أثر لمدفع وأسلحة ثقيلة، فالكنيسة لا تحوي سوى كتب الصلوات وآنية المذبح المقدس. عندها تأكد العدو بأن فشلهم كان بسبب القوة الإلهية الخارقة وشفاعة أم النور التي أنقذتهم. لتكن صلواتها سوراً لنا جميعاً آمين.
صلاة: (من كتاب صلوات مريمية)
السلام عليكِ، يا زنبق الثالوث البهي، السلامُ عليكِ، يا صورة بهائهِ النقي، السلامُ عليكِ، يا وردة زهية نشرت عطر السماوات الذكي، السلام عليكِ يا بتول لا شبيه لها، يامن شاء ملك المجد أن يولد منها ويغتذي بلبنها. أحيي نفوسنا يا أم الحياة وأسكبي عليها سوابغ النِعم، يا بتولاً مملوءة من كلِ نعمةٍ. آمين.