الاخت مارتينا
تأمل
عندما ننظر إلى حياة أمنا العذراء مريم، يمكننا أن نرى رؤية واضحة لكيفية التمييز في معرفة إرادة الله وأخذ القرار في حياة كل واحد منا. ربما تكون أمنا العذراء المباركة قد ألفت الصلاة الأكثر فعالية_ “لتكن مشيئتك”. لقد ارتكزت مريم على التواضع وأخضعت نفسها لإرادة الآب الإلهية وسط مخاطر وعواقب قاسية للمجتمع. ونحنُ كمسيحيين تتاح لنا هذهِ الفرصة لنشهد لإيماننا، حيثُ أنهُ علينا أن نثق في الله وأن نضع ثقتنا في كلمتهِ كما فعلت أمنا مريم. ويجب أن نركز أعيننا على الوعود التي قدمها لنا يسوع مثل مريم التي أجابت بــ “نعم” من منطلق محبتها وثقتها العميقة لله. فمريم عندما تلقت البشارة من الملاك جبرائيل بأنها ستحبل بإبن الله من الروح القدس خافت وتسألت، إضطربت، فقررت مريم أن تثق في خطة الله لحياتها وأستسلمت لإرادة الله (لوقا1: 38)، لتعلن مريم بأنها آمة الرب، ليكن حسب مشيئتك فكانت رغبة مريم في خدمة الله والإستسلام لمشيئتهِ أعظم من مخاوفها. فكما هو الحال مع مريم نحنُ أيضاً لدينا مخاوف حقيقية في حياتنا عند تحقيق مقاصد الله في كثير من الأحيان لدينا أسئلة أكثر من الإجابات ولكن مثال مريم لنا هو أكبر من هذهِ المخاوف ونتعلم منها الثقة والإستسلام لمشيئة الله. لقد أستندت على كلمة الله وتقدمت للأمام، واثقة في قيادة الله وتوجيههِ لحياتها لأن واثقة وتؤمن أن الله سوف يفي بوعودهِ. في معاناتنا يريد الله منا أن نعتمد عليهِ ونعتمد عليهِ بشكل كامل. في حدود قوتنا، يمكن أن تحاول معاناتنا الشخصية أن تستهلكنا، ولكن يجب أن نعتمد بشكل كامل على الروح القدس ليرشدنا ويحملنا ويدعمنا خلال أوقات الشدائد. الله سوف يعزينا في معاناتنا لحضورهِ الثابت والدائم في حياتنا، ” الرب سائرٌ أمامك وهو يكون معك، لا يهملك ولا يتركك، فلا تخف ولا ترهب” (تثنية31: 8). عندما تأتي الشدائد، أعطانا الله دعوة مفتوحة لنأتي ونجد الراحة والسلام في الله.
قصة
في منطقة الشبطية ، وعلى بعد ستة عشر كيلومترا شمالي مدينة اللاذقية، و على الطريق الدولي بين اللاذقية وانطاكية ، تقع قرية خربة الجوزية، وفوق رابية مشرفة على الساحل والقرى، ظهرت والدة الله العذراء مريم الفائقة القداسة للفتاة المؤمنة سلمى جرجس دكر صيف 1958م، وارشدتها لتشييد مقام مكرس على اسمها. وكان يوجد قديماً مقاماً، يروي أن ديراً مشاداً في هذا المكان، لم يبق منه أثر منذ زمن طويل، فشاءت العناية الإلهية أن تختار الفائقة القداسة هذا المكان بعينه، ليكون مقاماً ومزاراً لها ليشمل المنطقة بعطفها ومنارة روحية يهتدي الناس القادمين والذاهبين من هذه المنطقة، والقاطنين، والموجودين فيها بنوره ويمجدوا الرب في كل حين. حكت الفتاة لاهلها ما ظهر لها، فبادروا إلى شراء دونمات في ذلك المكان ليشيدوا مقاماً لوالدة المسيح بحسب ما قالت، وليكن عربون محبة واكرام وسجود لوالدة مخلصنا يسوع المسيح. لم تبق قصة الظهور محصورة في عائلة الدكر بل وصلت إلى رئيس كهنة الأبرشية المثلث الرحمات المطران تريفين غريب الذي تابع الأحداث شخصياً، وكان ينتقل بشكل دوري ليعاين ما يحدث هناك من عجائب. لقد ألهمت السيدة العذراء ام الفتاة سلمى ان تحفر بئراً في مكان حددته لها، فتدفقت المياه عند حفر البئر في المكان عينه، وفاحت رائحة الطيب من المياه المتدفقة لمدة ثلاثة أيام عمت رائحته المنطقة بأسرها، وشهد لهذه المعجزة الوف من المؤمنين من مختلف الطوائف، الذين احتفظوا بهذه المياه في منازلهم للتبريك. بتاريخ 15 آب 1959م ، وهو ذكرى انتقال مريم العذراء السيدة العذراء، قام المثلث الرحمات المتروبوليت تريفين غريب جزيل الاحترام بتكريس المقام، وفي عام 1962م، أوفد صاحب الغبطة ثيودوسيوس أبو رجيلي السادس بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، صاحب السيادة المتروبوليت فوتيوس خوري مطران بغداد اعترافا منه بحقيقة سيدة الجوزية واقيم احتفالاً سنوي بالذكرى، وذكرت مجلة النعمة البطريركية حقيقة هذه الحادثة.
صلاة: لسلام عليك يا مريم، يا امراة فقيرة متواضعة. باركها الربّ العليّ! يا عذراء الرجاء ونبوءة الأزمنة الجديدة نحن نتلو جميعنا نشيد التعظيم الذي تلوتِه لنمجّد عطايا الربّ ونبشّر بمجيء الملكوت وبالتحرير التام للإنسان. السلام عليك يا مريم، خادمة الربّ المتواضعة وأمّ المسيح الممجَّدة. أيتها العذراء الصادقة في خضوعها لتكون مسكنًا للكلمة المتجسد. علمينا المواظبة على سماع إنجيل الخلاص والخضوع لإرشادات الروح القدس، وأنيري عقولنا لنستخلص ما يريده منا، بتدخله في أحداث تاريخنا. آمين.