الاخت كلارا
الصوم ليس فقط التوقف عن الطعام وليس والشعور بالجوع، الصوم ليس فقط أن أغير أوقات واجباتي الغذائية، الصوم ليس هو نوع من الريجيم والحفاظ على صحتي، كلا ليس هو هذا الصوم.
معنى الصوم هو أعمق بكثير من هذه الأفكار والممارسات التي نقوم بها في فترة الصوم.
الصوم هو فترة مهمة وضرورية لحياتنا الروحية، إذ يساعدنا للوقوف عند دواتنا والولوج إلى أعماقنا، الصوم ليس فريضة واجبار.
الصوم هو علاقة حب أنميها في داخلي وأعيشها مع خالقي وقريبي وبيئتي. هذا الحب الذي يبث فيَّ الفرح والسلام الذي أشعه للآخرين، فلا اسمح أن يكون صومي بائساً وحزيناً، مثلما يقول يسوع وإذا صمتم فلا تكونوا كالعابسين…
يقول الخوري آرس “نحن دائما على الأرض نهتم بالجسد الذي يكون فاني عمره مؤقت وننسى الروح”.
الصوم هو فترة نهتم بالروح ونروّض الجسد ونربي اللسان.
الصوم الحقيقي يعلمنا التواضع والذي يقودني إلى الإصغاء والطاعة لكلمة الله ولأمنا الكنيسة. الصوم يربيني كيما أعيش حياتي ببعدها الإفخارستي، فتتحول وتستنير حياتي التي اتحدت بجسد المسيح، وتتنقى حواسي نظرتي وسمعي ولساني وذوقي، ويتحرر جسدي من الخطيئة…
نعم الصوم الحقيقي الذي يريده ربنا يحررنا فنعيش مسيحيتنا ونحمل رسالة المسيح بمصداقية مبتعدين عن الروح الفريسية والمرائية، متجنبين الدينونة والتعالي الزائف مباركين أحدنا الآخر مثلما يقول يسوع باركوا ولا تلعنوا.
فلنتغذى دائماً وخاصة في فترة الصوم هذه من خبز كلمة الله بقراءة الكتاب المقدس والتأمل بكتب روحية وممارسة أعمال الرحمة وهكذا تتقوى علاقة الحب مع إلهنا ومع القريب، فنبذل ذواتنا ونكرس حياتنا للحب والعطاء فتتبارك أيامنا ويتبارك عالمنا بكل مساهمة حب وخطوة خير ومبادرة سلام. آمين.