full screen background image

محطات درب الصليب مع مريم العذراء

388

الأخت مارتينا

نتأمل اليوم في درب الصليب درب الجلجثة من منظور مريم والدة يسوع. التي خاضت تجربة يسوع وآلامهِ بشكل وثيق وروحاني، وأرتبطت بآلام المسيح، نصلي كيما نوحد قلوبنا بآلامهِ من خلال شفاعة مريم التي سارت معهُ في درب الصليب. ونرجو أن يعلمنا حزنها أن نحب يسوع كما أحبتهُ ونعتنق الصليب كأملنا الوحيد. آمين

المرحلة الأولى: يسوع محكوم عليهِ بالموت

يا مريم أمنا، عرفتِ أن ابنكِ كان شخص غير عادي، كنتِ تعلمين أنهُ سوف ينير الأمم ويعلن خطة الله لخلاص العالم، ومع ذلك حل الظلام على أمومتكِ السعيدة والمؤمنة بربنا. لقد تنبأ سمعان أن قلبكِ سيثقبهُ سيف، فها إن كلامهُ الذي تنبأ بهِ يتحقق إذ حُكِمَ على ابن الله الخالي من الخطيئة بالموت على الصليب ويبدأ حزنكِ على إبنك. آمين

المرحلة الثانية: يسوع يحمل صليبهُ

يا مريم سيدة الأحزان، تشاهدين إبنكِ يحمل صليبهُ عن طيب خاطر في طريقهِ إلى الصلب، ما مدى ثقل قلبكِ عندما شاهدتِ خطيئة العالم على كتف إبنكِ؟ حملتهِ في بطنكِ، حملتهِ بين ذراعيكِ عندما كان طفلاً صغيراً، الآن الطفل الذي حَملتهِ للعالم يحمل ثقل خطايانا وهو يرفع صليبهِ ليُرفع ويحمل عليهِ. آمين

المرحلة الثالثة: يسوع يسقط تحت الصليب للمرة الأولى   

يا مريم أمنا القديسة، أنتِ تسيرين في طريق الصليب مع ابنكِ. تشاهدينهُ وهو يسقط على الأرض تحت ثِقل الصليب. كم مرة حملتهِ عندما وقع في طفولتهِ؟ كم مرة طلب إهتمامكِ ورعايتكِ لهُ عندما سقط؟ نحنُ نعلم إن حبكِ دائماً رفعهُ ووضع قدميهِ على الطريق الصحيح، نحنُ نشعر بحزنكِ عندما وقع ابنكِ تحت وطأة الصليب للمرة الأولى وكيف تألم قلبكِ لهذا المنظر وأنتِ تشاهدين إبنك. آمين.

المرحلة الرابعة: يسوع يلتقي بوالدتهِ الحزينة

يا مريم أمنا القديسة، نحنُ الآن نأتي إلى اللحظة التي تلتقي فيها بابنكِ في طريقهِ إلى الصلب. حتى هذهِ اللحظة كنت تشاهدين مع الحشود المتجمعة عليهِ، لكن بعد سقوطهِ الأول، حنانكِ الوالدي دفعكِ للتقدم نحوهُ لتريحيهِ وتشجعهِ. هذا هو حضنكِ الأخير لهُ، لا يمكننا معرفة عمق حزنُكِ. لكننا ممتنون جداً لأنكِ قبلتِ دوركِ في خلاصنا، حتى الموت الظالم لابنكِ الحبيب. آمين.

المرحلة الخامسة: سمعان القيرواني يساعد يسوع على حمل الصليب

يا مريم والدتنا القديسة، بينما يكافح ابنكِ تحت ثقلِ صليبهِ، يجبر الجنود الرومان أحد المارة، وهو سمعان القيرواني على مساعدتهِ، لابد أنكِ تتوقين إلى تخفيف عبء هذهِ اللحظة المحزنة للغاية، بينما يحمل سمعان الصليب كتفاً بكتف مع يسوع، نتذكر أنكِ مشيتِ جنباً إلى جنب معهُ طوال حياتهِ، مما يمنحهُ القوة لتحقيق مهمتهِ. آمين.

المرحلة السادسة: فيرونيكا تمسح وجه يسوع

يا مريم الموجوعة، بينما يستمر يسوع في طريقهِ إلى موتهِ، تتقدم إمرأة وهي فيرونيكا لتمسح العرق والدم من وجه يسوع المقدس، بصفتكِ والدتهِ كم مرة قمتِ بمسح وجههِ وهو ينظر إليكِ بحب؟ لقد تأثر قلبكِ الموجوع بلفتة التعاطف هذهِ، عندما يتم نقل صورة وجههِ إلى قماش الكتان الخاص بفيرونيكا، نتذكر أنكِ السبب في قدرتنا على رؤية وجه الله في ابنكِ، الذي جلبتهِ للعالم. آمين.

المرحلة السابعة: يسوع يسقط تحت الصليب للمرة الثانية

يا والدة الله القديسة، يتألم قلبكِ ويغرق في بحر الأحزان عندما تشاهدين يسوع يسقط للمرة الثانية تحت الصليب. لقد علمتهِ أن يكون قوياً، مثل جميع الأمهات، لقد أوضحتِ لهُ كيفية النهوض مرة أخرى، فعندما تطرحنا الحقائق القاسية لوجودنا البشري المشترك على الأرض أنتِ تعلمينا مواجهة تحديات الحياة، وتركيز نظرنا على يسوع الذي يقف على قدميهِ مرةً أخرى وتصميمهِ ومثابرتهِ في تحقيق غاية الله في خلاص البشرية. آمين

المرحلة الثامنة: يسوع معزياً بنات أورشليم

يا مريم أمنا المباركة، بنات أورشليم يبكينَّ ويحزنَّ فيما يمر ابنكِ. إن محنتهم من الموت الوشيك ليسوع هو إنعكاس لحزنكِ وألمكِ. وحتى في خضمِ معاناتهِ، لا يتجاهل هذهِ المجموعة من النسوة. بل يجيب على حزنهم ويقول لهم: “لاتبكينَّ عليَّ، عوضاً عن ذلكَ أبكينَّ على أنفسكنَّ وعلى أولادكنَّ”. كان نبياً حتى النهاية، وكان يعلم أن محاكماتٍ أعظم تنتظر تلاميذهِ. إن إهتمامهِ بهم هو بالتأكيد نتاج التعاطف الذي علمتهِ إياهُ. آمين.

المرحلة التاسعة: يسوع يسقط تحت الصليب للمرة الثالثة

يا مريم، إنكِ تشاهدين سقوط ابنكِ تحت الصليب للمرة الثالثة. محنة صلبهِ تطول أمام عينيكِ ووجعهِ يزيد، إن معاناتهِ مؤلمة للتفكير حتى ونحنُ نقف على بُعدِ قرونٍ من هذهِ الأحداث. كيف تحملتِ طريقهِ الطويل إلى الجلجلة؟ ربما لن يكون هناك معاناةٍ أكبر من معاناة الأم وهي تراقب ابنها يعاني. بينما نتأمل في حزنكِ، نشعر بالإمتنان لما تحملتهِ على طريق الصليب مع ابنكِ. آمين.

المرحلة العاشرة: يسوع معرى من ثيابهِ

يا أمنا الحزينة، لقد جلبتِ يسوع المسيح ابن الله الحي، إلى هذا العالم عارياً ضعيفاً بارداً. لقد حملتهِ على الفور إلى جسدكِ الدافئ، وقمتِ بتثبيتهِ وتهدئتهِ على صدركِ الحنون، لقد منحتهِ الحياة. وبينما الجنود يخلعون ثيابهِ، ويعرى ضعيفاً بارداً أثناء الصلب تفتكرين في قلبكِ فكما جاء إلى العالم هكذا ذهب إلى الموت لخلاصنا وتحقيق إرادة الله في التدبير الخلاصي. آمين

المرحلة الحادية عشر: يسوع مُسمر على الصليب

يا أمنا المتألمة، بينما يُسمر ابنكِ على الصليب، تتحقق نبوءة سمعان الشيخ عندما قدمتهِ وهو طفلاً في الهيكل: “وأنتِ سيجوز في قلبك سيف الوجع”. بينما يقوم الجنود بدق المسامير في جسد ابنكِ على الصليب، فإن قلبكِ مثقوبٌ من الآلم، أنتِ تُعلمينا كيف نشارك في آلام المسيح، رغم أنهُ هو الذي يتألم من أجلنا. آمين

المرحلة الثانية عشر: موت يسوع على الصليب

يا أمنا المليئة بالأوجاع، موت ابنكِ على الصليب كان مؤلماً جداً فسيف الوجع قسم قلبكِ إلى قسمين بينما شاهدتهِ يكافح من أجل التنفس. بشجاعة ورحمة، على هذا الصليب أعطاكِ ليوحنا أماً وللكنيسة المملؤة بالروح التي ستولد يوم العنصرة. ثم بعد أن سلم نفسهُ بيد الله، أخذ أنفاسهُ الأخيرة ومات، أن سر حبكِ الأمومي يعلمنا الإيمان الراسخ والإستسلام والثقة بابنكِ مثلما فعلتِ حبكِ جعلكِ مستعدة لقبول أي شيء وكل شيء حتى في مقاسمة صليب ابنكِ، تعلمينا كيف نحمل صليبنا ونتبع يسوع بروح الحب اللامحدود والرجاء الأبدي. آمين  

المرحلة الثالثة عشر: يسوع منزل من على الصليب

مريم أمنا المباركة، كنت حاضرة دائماً مع ربنا الفادي في كل مراحل حياتهِ حتى الصلب. كنتِ حاضرة عندما سُمِحَ لتلاميذ ابنك بأخذ جسدهِ عن الصليب وتجهيزهِ للدفن. تبقى صورتكِ وأنتِ تحتضنين جسد ابنكِ الذي لا حياة لهُ في حضنك ِعندما تحميلهِ للمرة الأخيرة بين ذراعيكِ، نرى أنهُ ينتقل من موتهِ إلى الوعد بحياة جديدة بالطريقة نفسها التي تجسدَ فيها بينَ ذراعيكِ الحنونتينِ. آمين

المرحلة الرابعة عشر: يسوع موضوعاً في القبر

مريم أمنا القديسة عندما وضعَ ابنك في القبر، يبدو موتهُ نهائياً، إن الوعد بالقيامة الذي بشر بهِ في خدمتهِ لا يبدو أكثر من ذكرى بعيدة. لكننا نعلم الآن أن وقتهُ في القبر هو تمهيد لبزوغ فجر مجدهِ. بينما نتأمل في هذهِ المحطة الأخيرة، نتذكر أن المخلص الذي ولدتهِ من رحمكِ أنتِ أيضاً أوصت بهِ أيضاً إلى القبر الذي وضعَ فيهِ. حتى يتمكن القبر من فتح القبر وتلد قيامة ابنكِ. آمين.

صلاة

درب الصليب إلى الجلجلة هو طريق مليء بالآلام والأحزان ليسوع ولأُمهِ الحزينة، يا مريم المُحبة أنتِ تسيرين في هذا الطريق وقلبكِ مليء بالحب وأيضاً بالإيمان العميق والثقة التامة بكلام الرب، وتدعيننا نحنُ إلى أن نحمل صليبنا ونسير في هذا الدرب درب الحب والتضحية والفداء، بمحبة وإيمان عميق. آمين