full screen background image

التجربة الثالثة: “للرب إلهك تسجد وإياهُ وحدهُ تعبُد”

471

الأخت مارتينا

التجربة: هي محاولة الإنسان أن يثبت لنفسهِ أنهُ “مثل الله” نتيجة إغراء الشيطان فالتجربة بالتالي هي الدعوة إلى الخطيئة. والشيطان هو الذي يُجرب، في حين أن الله لا يجرب كما قال يعقوب الرسول: “إذا جُرِبَ أحد فلا يقُل: إن الله يُجربني إن الله لا يُجرِبهُ الشر ولا يُجرب أحداً” (يعقوب1: 13). الله يمتحن الإنسان ويختبرهُ ليكشف بواطن قلبهِ. لكن الله يسمح بالتجربة لكي يمنح الإنسان الحياة كما يقول يعقوب الرسول: “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة! لأنهُ سيخرج مُزكى فينال إكليل الحياة الذي وعد بهِ من يحبونهُ. (يعقوب1: 12)

ويسوع أيضاً جُرب لكي يتشارك مع الإنسان، حيثُ كان يتوجب عليهِ أن يتعرض لتجارب الشيطان كما يتعرض لها الإنسان. قد عرف يسوع كل تجاربنا وتغلب عليها من أجلنا “لقد أُمتحن في كلِ شيء مثلنا ما عدا الخطيئة” (عبرانين4: 15)، لذا سمح يسوع للتعرض للتجربة مثلنا كي يكون قدوة ومثالاً في مواقفنا تجاه التجربة والشيطان. قد أختَبرَ يسوع مثلنا كل التجارب التي نجتازها اليوم، لكنهُ يختلف عنا، لأنهُ برغم التجربة لم يسقط في الخطيئة. جُرِب يسوع وللتجربة ثلاثة مراحل: وهي الإغراء من الخارج، والتأثير على الإرادة من الداخل، وإتخاذ القرار، قبولاً أو رفضاً. ولا تصبح التجربة خطيئة إلا بقرار القبول. وإذا قبلَ الإنسان التجربة هلك، وإذا رفضَ التجربة نال أجراً . تجربة يسوع لم تكن تجربة رمزية فحسب، إنما تجربة حقيقة وهي صراع عاشهُ يسوع خلال إقامتهِ في البرية، بدأت تجربة يسوع بعد المعمودية مباشرةً (مرقس1: 11_ 12) وأنتهت بالموت والقيامة. تجربة يسوع الثالثة هي تجربة السلطة والغنى والمجد الذي يبحثُ عنه الكثيرين “أُعطيك هذا كلهُ، إن سجدت لي وعبدتني”. ماذا يقصد الشيطان أو المجرب بأنهُ يعطيه كل هذا أو كل هذهِ الممالك؟ الممالك هنا ليست المقصود بها القصور والبيوت إنما المقصود بها الناس، في التجربة الأولى والثانية عندما يصر يسوع بأنهُ جاء إلى هذا العالم لخلاص البشرية! فالشيطان يقول لهُ بما أنك تريد أن تُخلص البشرية وأن يؤمنوا بك إذن كل هؤلاء الناس أنا لدي السلطة عليهم وأنت تعلم يارب بأن لي سلطان على كل الناس وأستطيع أن أُسيطر على عقولهم وسوف أخبرهم بأني أن الشيطان وتعلمون بأني مُجرب ومليء من الخطيئة فإذهبوا وأعبدوا الله وبهذا سوف يسجدون لك ويعبدوك وهذا الشي الذي أنت ترغب بهِ فنكون حققنا هذا. ولكن أنا لدي شرط واحد وهو أنه أنت تسجد لي! وكأنهُ يقول ليسوع ألست أنت الذي أتى إلى العالم وهو قابل بكل حرية وإرادة أن يموت على الصليب من أجل العالم ولأجل هؤلاء الناس فلماذا الموت بلا الموت على الصليب تعال وأسجد لي وبهذا لن تموت وسوف أُعطيك كل الناس وأنا لدي حلم في حياتي وللحظة نُفكر بأن هذا الشيء صحيح وسوف يخلصنا جميعاً من الموت فلماذا لا يفعل يسوع هذا الشيء. كلا هذا الشي ليس صحيحاً فالناس سوف تسجد ليسوع ويسوع يسجد للشيطان بمعنى أن الناس تسجد للشيطان، وبهذا نرجع لنقطة الصفر وبهذا هذا الشيء يعتبر غش. وإذا أردنا أن نفهم هذهِ التجربة سوف نعلم بأن هناك أشياء كثيرة بالدنيا تغش (القوة تغش السلطة والمال والشهرة كل هذهِ الأشياء تغش) دائماً العالم يعرض لنا المال والشهرة والسلطة هذهِ تُغير العالم وكأنهُ خُذ هذهِ الأشياء وغير هذا العالم، خُذ المال وغير أوضاع جميع الناس. خذ المال وساعد بهِ الفقراء أطعم الجياع، إشفي المرضى هذا كلام غش. لأن الذي يساعد الفقير فهو الفقير مثلهُ لأن المال الكثير أو كثرة المال تجعل الإنسان لا يرى الفقير ولا يرى أي شخص أخر لأنهُ مشغول بالسلطة والمال والشهرة، لأن السعادة ليست بالممتلكات، وبالصوم عندما نصوم عن الأكل ليس لكي نعمل إماتات ونعذب أنفسنا بل كي نبحث عن السعادة التي لا نراها بالممتلكات لكن السعادة نراها بيسوع ومع يسوع. نراها في أصغر الأشياء وأبسط الأعمال كل عمل بسيط نقوم بهِ وإن كان صغير جداً وفرح الأخر فهو عمل يعطي كل السعادة بوجود يسوع في كل عمل نقوم بهِ.