full screen background image

تطلع إلى الأمام برجاء

260

الأخت بسمة

الرجاء أمر قوي. هو ليس مجرد شعور أو عاطفة. وهو لا يعتمد على الظروف. الرجاء الحقيقي هو موقف إيجابي ثابت بأن الأمور سوف تتغير للأفضل بغض النظر عن الظروف.

كتب جون بنيان (1628 – 1688)، “للرجاء جلد سميك وسوف يتحمل الكثير من الضربات. سوف يحتمل كل الأشياء إن كان من النوع الصحيح، من أجل الفرح الموضوع أمامه … إنه الرجاء هو الذي يجعل النفس تتمرن على الصبر والمعاناة الطويلة الأمد تحت الصليب، حتى يحين الوقت للتمتع بالإكليل”.

عندما نتطلع من حولنا على العالم نرى الكثير من الظلم. أمور سيئة تحدث للناس الطيبين. غالبا ما يبدو الشر مزدهرا. قد يكون هناك ظلم الآن، لكن يوما ما ستكون هناك عدالة للجميع. سيصحح الله وضع كل الأشياء.

كما عبر الأسقف ليزلي نيوبيجين، “أفق المسيحي هو، “سوف يأتي ثانية” و”نتطلع لمجيء الرب”. قد يكون غدا، أو في أي وقت، لكن هذا هو الأفق. هذا الأفق بالنسبة لي أمر جوهري، وهو ما يجعل كون لدي رجاء وبالتالي أن أجد معنى للحياة أمرا ممكنا”.

في هذه الفقرة، يحصل يوحنا على لمحة عما يبدو عليه “تصحيح الأمور” في المرحلة النهائية. سوف يكون يسوع هو القاضي. “ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ”رؤيا يوحنا (14:14).

قال يسوع إنه في هذه الحياة ينمو الحنطة والزوان معا حتى الحصاد متى(30:13). وان هذا “الْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ” متى(39:13). ويتكلم عن الزوان إنه يُنتزع ويُحرق وكيف “يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ” متى(43:13).

توجد دينونة جذرية يتم فيها تدمير كل أثار الشر في “مَعْصَرَةِ غَضَبِ اللهِ الْعَظِيمَةِ” رؤ(19:14).

إذ تقرأ هذا، تذكر أن يسوع قد شرب كأس غضب الله لأجلك على الصليب، وهكذا خلصت من هذه الدينونة. في هذه الفقرة نرى ما هو شكل اكتمال دينونة الله رؤ (1:15). يرى يوحنا “كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مُخْتَلِطٍ بِنَارٍ” رؤ(2:15) صورة تجمع بين النقاوة المشتعلة المتوهجة وبين الصفاء والهدوء. السلام والبر يسيران معا.

دينونة الله تنقي العالم، مدمرة الشر والفساد، وتنقذ شعبه من أولئك الذين يضطهدونهم ويقاومونهم “الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ” رؤ(2:15).

تماما كما حدث بعد الخروج صار هناك صراخ تسبيح عظيم من شعب الله الذي عبر لتوه البحر الأحمر، هكذا الآن نجد صراخ تسبيح عظيم يصعد إلى الله:
” عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ
أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ!
عَادِلَةٌ وَحَقٌّ هِيَ طُرُقُكَ
يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ!
لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ”
رؤ(15/ 3-4).

أشكرك يا رب، لأنه يوما ما سوف تصحح كل الأشياء. أشكرك لأنه لدي مثل هذا الرجاء في مستقبل عظيم، وقد صار ممكنا بصليب يسوع.