full screen background image

المسامحة

283

الأخت كلارا

يا رب، من الصعب جدًا التكلم عن المسامحة

لقد غفرت أنت يا يسوع كل من أساء إليك وقلت: “سامحهم أيها الأب، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون”. نحن بدورنا  لا نعرف بما يفكر الغير.

يقول القديس أوغسطينوس عن الغفران “غالبًا ما يتظاهر الشخص بأنه طويل الأناة، فلا يغضب ويغفر للآخرين، لكن قلبه مليء بالكراهية والغضب بالحماسة”. علمنا يا رب أننا نغفر ونغفر للجميع أيها الناس ، الغفران الكامل لقلوبنا التي يراها الله ، ولذا فنحن لا نخاف من عيون ربنا يسوع المسيح الذي يرانا دائمًا.

للمغفرة خمس مراحل: الرفض – التجاهل -الغضب – الحزن – التجاوز. عندما يقتنع الإنسان بمبدأ المغفرة ويعكس مسألة حياته وجرحه يرفض التسامح كليًا ويعلن موقفًا عدائيًا، محاولًا تجاهل الأمر وتنحيه جانبًا، فربما يستطيع أن يكمل حياته، لكنه لا يستطيع، ثم يستعيد كل غضبه من الحدث الذي تعرض له، ويمكن أن تستغرق هذه المرحلة وقتًا طويلاً، ويعيش القصة مرارًا وتكرارًا، ثم يتحول هذا الغضب إلى حزن، يتم من خلاله التفكير في الأحداث والأسباب والنتائج. وبعد ذلك فقط سيتمكن من التغلب عليهم، وإزالة كل ضغائن وانتقام من قلبه، لأنه سيعيده إلى نقطة البداية، ويخرج ألمه كما لو كان قد حدث الآن. سيُطبع الحدث في ذاكرتنا وسيصبح نقطة نتذكرها في أذهاننا وستقودنا إلى مفترق طرق الحياة …

يا رب اغفر لنا كما نغفر لمن أساء إلينا