full screen background image

رياضة روحية – اليوم الأول

361

قدم ارشاد اليوم الأول 29/11/2021 غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى، وكانت التوجيهات كالاتي:

  أود ان أعبر عن محبتي وتشجيعي لكن،  خصوصا  للاتي  يواجهن بعضَ الصعوبات في مسيرتهن!

الدعوة هبة مجانية من الله، يدعونا لنعيش محبته ورحمته ولننقلها الى الاخرين بمثالنا.  علينا ان نشكره عليها دوما،  وان نكون خداما امناء له.

 سؤالي  لكن: هل انتن مقتنعاتٌ بدعوتكن؟ هل تاخذنه على محمل الجِد كدعوة  فريدة من نوعها ؟  هل تدركن تماماً  انها ترسم تاريخكن وابديتكم؟  

  اذا كان ذلك صحيحا، فالرب لن يدعكن وحدكن. انه  سوف يدعم الراهبة عندما تكون واعية بدعوتها  ومحبة لها  وصادقة ومستقيمة في حياتها.

نشكر الله  انه لا يزال هناك راهبات بديعات مقتنعات بدعوتهن، ولديهن العزم والشجاعة  لاتباع المسيح  الى النهاية مهما كان الثمن، كما وعدن في يوم تكريسهن.

 مرات،  اقف  مندهشًا امام  فرح راهبة بتكريسها،  اشاهدرالسلام يتجلى على وجهها. عقلها مستقر، وقدرتها على التواصل مع  اخواتها  قوي،  مِمَّا يخلق شعوراً  بالارتياح عند الكل. وعلى العكس من ذلك   عندما توجد  حالة من الإساءة،  فنرى التأثير يسري على الجميع!

الدعوة:  الحياة لي هي المسيح ( فيلبي 1/21)

الدعوة سرٌّ  داخليٌّ خفيٌّ. إنجذابٌ الى المسيح، واتباعٌ حرٌّ وواعٍ  وبفرح، و سعي للتلمذة له بصدق  لإمتلاء القلب. وهذا يغير  بشكل عميق الحياة كلها، لان من تُحبُّه يعيش فيك، في وجدانك. أليس الى هذا يشير يسوع عندما يقول: “أنا والآب واحد” (يوحنا 10/30 ).

هذا الاختيار – العلاقة الحميمية – هو بمثابة جوهرة نادرة لا أثمن منها في الدنيا، وجدها من يبتغي الرهبنة، فيتخلى عن كلِّ شيء بحماسةٍ لاقتنائها (متى 13/44). هذه الجوهرة هي المسيح،  هو أرض ميعاد الراهب/به. هذا ما ينبغي ان يسعى الراهب والراهبة لتجسيده في سلوكهما اليومي بثقة. اذاً ما يعيشُه الراهب أو الراهبة هو إعجابٌ وشغفٌ “عشقُ الهي” للتوجه كليّا الى المسيح عبر الكنيسة، في عيش نذور الفقر والطاعة والعفة بامانة.

انها  بداية مسيرة عهدٍ “نعم- هاءَنذا” التي ينبغي أن تكون حاضرة دوما لدى الراهبة وعليها ان تكررها  صباح كل يوم  لكي تحيا منطق تكريسها بقناعة راسخة!

ازمة الدعوات

ان ازمة  الدعوات التي تمر بها  اديرتنا ومعاهدنا الكهنوتية اليوم  ينبغي ان تكون  حافزاً  للتفكير والمراجعة والصلاة.

 لا ينبغي ان نخاف من الحقيقة، بل من الضروري ان نواجه الحقيقة بشجاعة  ونقيمها.  لقد واجهت  الرهبانيات على مر العصور صعوبات وتحديات، لكن تم تخطِّيها  من خلال العودة الى عيش الانجيل … إذا لم يُغير الإنجيل قلوبَنا، فلن تتغير أوضاعُنا. المسيح هو  المخلص،  وهو يمنحنا النعمة والنور والقدرة للاستمرار بثقة. إخلاصُهن اليومي الخفي والصامت  يحمل بذور التجديد  المطلوب. مثالكن يجلب الدعوات!! . الأمر متروك لكن…

يدعونا  المسيح لكي نعيش دعوتنا  على أكمل وجه، رغم الصعوبات والتحديات، فقداسته هي مرجعيّتنا ( قداستنا).

 ضرورة الصلاة

الراهبة شخص  تلقى دعوة خاصة من الله، من المسيح: ” أترك كلَّ شيء، تعال، اتبعني!” شخص يتبع يسوع ويعمل باسمه، يوجه نظره نحو المسيح باستمرار.

في كثير من الأحيان نرى  يسوع  في الانجيل، يذهب إلى البرية او يصعد الجبل  بمفرده أو مع تلاميذه ليصلي ويتأمل،  لان الصلاة مركزية في حياته. الصلاة ضرورية في حياة الراهبة ليكون وجودها خصبا.  على من نتكل اذا لا نصلي الى الله؟ كيف تصلين، وبأي روحية؟

مسيرة الراهبة مطبوعة بالصلاة، لأن الإيمان يقود الى الصلاة. من لا يصلي لا يفهم الإيمان. الصلاة لا تنفصل عن الحبّ، ومن يعرف معنى الحبّ، هو وحده قادرٌ أن يصلي لا بشفتيه فحسب، بل بكلِّ كيانه. الصلاة تعني ان الله حاضرٌ في حياتنا.  هل تشعرين بذلك عندما تصلين لوحدك او مع الاخرين؟

نصلي  لأنّ الصلاة هي في جوهر إيماننا، ولأنها الفعل الأكثر تلقائيّةً للتعبير عن حبّنا وإعجابنا، وشكرِنا  وسجودنا، خصوصاً عندما نُدرك أنّنا  مثل طفل لا يقدر أن يعيش لوحدِه.  الصلاة تعكس حضور الله علة وجودنا ونسمة حياتنا كما جاء في صلاة  الصبح والمساء( الطبعة العربية ص 151).  من خلال مثالنا يكتشف الاخرون المسيح!

الصلاة تدفعنا إلى أبعد، إلى تجاوز ما يفصل المرئي عن اللامرئي وتحقيق التناغم بين الباطني والخارجي. يقول باباي الكبير(+ 628): “نكتشف الله ونَلِج الى سرِّه من خلال الصلاة، والتضرُّع، ونقاوة القلب” (الاتحاد 7/6).

هناك اشكال مختلفة للصلاة: الصلاة الطقسية الليتورجية( الطقسية)، وصلاة القلب، والصلاة التلقائية، والصلاة الدائمة، أي ترديد اسم الله او اسم يسوع من دون انقطاع على مثال اباء الصحراء( مثال السائح الروسي على درب الرب!)، عملاً بقول الانجيل: “صلوا كل حينٍ ولا تملّوا” (لوقا 1/18)،  والصلاة  ايضًا مع الكتاب المقدس، وهو كتاب صلاة أيضاً   (سفر المزامير).

حياة الجماعة !

شَكَّلَ المسيح جماعةً مع الاثني عشر. لا يستطيع الراهب أو الراهبة  أن يعيش بمفرده! سيكون  في خطر العزلة والتفكير بنفسه. من الضروري إيجاد طريقة ليحيا فيها حياة جماعية ويشعر انه في عائلة.  يجب أن يعمل كل فرد وفقًا لمهمته. وهذا يتطلب  قدرًا كبيرًا من    الوعي والتنازل والتواضع( العمل على تحسين الطبع والتمتع بصفات انسانية حقة). على كل واحد ان يشعر انه محبوب ومقدر وتحترم المواهب( هذا بامكانه ان يخلق حالة من الحيوية والتنوع في الدير ويغدو ورشة عمل)…  على الجماعة ان تخلق مناسبات فرح: عيد ميلاد احدى الراهبات أو  ذكرى  نذور.. او شفيع….

الحياة الجماعية ( جوٌّ عائلي) هي مصدر تعزية وقوة للارتقاء  معاً نحو الله.  الجماعة هي  بمثابة عائلة واحدة اسمها الرهبانية الفلانية( بنات مريم بالنسبة اليكن). هم فيها أخوات متلاصقات ومحبات. انها واحة الرب المخضرّة والمُزهرة.  

الانتباه  الى مشاكل الهاتف الخلوي ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تقتل العلاقة.. وتشوش جو الاخوة!

إذا دعاكِ المسيح ، فسوف يُعطيكِ الوسائل لاتباعه حقًا. حاولي الاقتداء به. خذي هذا النداء  بجدية. الرب الذي يدعوك لن يتركك وحدك . سوف يدعمك بنعمته ، لكن يجب أن تكوني أنت نفسك  مدركةً تمامًا وصادقةً  ومستقيمًة.