full screen background image

محاضرة: الصمت. الأخت بسمة

203

“جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِصمت خَلاَصَ الرَّبِّ” (سفر مراثي إرميا 3: 26

الصمت يجعلنا مستعدين للقاء جديد مع الله فمن خلاله نُمكـِّنْ كلمة الله من الوصول إلى الجوانب الخفية في قلوبنا. في الصمت تظهر كلمة الله “أمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة حتى لمفرق النفس والروح” (عبرانيين 4: 12). عندما نصمت نكف عن الاختباء من الله فيستطيع نور المسيح أن يصل ويشفي ويغيِّر حتى ما نخجل منه
أن الصمت يشمل أنواعًا كثيرة منها:
صمت اللسان، وصمت الحواس. ذلك لأن الحواس إذا ما انشغلت ولم يضبطها الإنسان، فإنها تجلب للإنسان أفكارًا.. تعطله عن الصلاة والتأمل. فالذي يريد أن يصمت بطريقة روحية، عليه أن يحفظ نظره وأذنيه وباقي حواسه..

إن اضطراب أفكارنا يمكن مقارنته بالعاصفة التي هزّت مركب التلاميذ في بحر الجليل بينما يسوع كان نائماً. قد نكون بلا سند مثلهم ممتلئين من القلق وغير قادرين على تهدئة نفوسنا. لكن المسيح يمكنه أن يأتي إلينا ليعضدنا ويهدّئ قلوبنا عندما تموج بالخوف والقلق كما انتهر الريح والبحر، وبعدها “كان هدوءاً عظيماً” ( مرقص 4).

فمن يتقن فن الصمت يتقرب من ذاته اكثر ويدرك رسالته بصورة أكثر وضوحًا ويفهم الحياة بصورة اكثر عمقاً ويزداد شغفاً وحباً ووعياً.

ولكم احبائي سؤالاً للتأمل فيه: يهون علينا احيانا معرفة صمتنا على ماذا يدل؟ هل يدل على:
صمت الاحترام
صمت المؤلم
صمت الوحدة
صمت التجاهل
صمت الغاضب
صمت الضيق
صمت الصبر
صمت المتردد