full screen background image

القديس يوسف المتواضع

484

الأخت مارتينا

التواضع هو فضيلة، تمكننا من إدراك علاقتنا الحقيقية بالله أولاً وبالآخرين ثانيا، ليكن بالتالي التصرف بناءً عليها. فعند التكلم عن هذهِ الفضيلة دائماً يبادر إلى أذهاننا قديسنا المتواضع مار يوسف، الذي كان رجلاً متواضعاً جداً، حيثُ أدرك مكانتهُ بالنسبة لمريم ويسوع، كان يعلم إنهُ أدنى من كليهما في ترتيب النعمة. ومع ذلك فقد قَبِلَّ دورهُ كخطيب لأمنا مريم ووصي ومربي لإبن الله.

عندما يتم الحديث عن القديسين في التاريخ، يبدأ الحديث مباشرة عن الأشهر والأكثر ديناميكية من بينهم، مثلا الشهداء والباباوات وملوك العصور وغيرهم، لكن أحد أعظم القديسين يمكننا التحدث عنهُ هو القديس يوسف، القديس الصامت المتواضع المطيع النجار البسيط الذي لا يجعلهُ تواضعهُ أقل شجاعة من أولئك الأبطال العامين الذين نحب سرد قصصهم، لأن مار يوسف لم يشرع في البحث عن المجد والشهرة، ومع ذلك فقد أختير للقيام بدور أكثر مجيداً مما كان يتخيلهُ عندما إلتقى بسيدتنا وأمنا العذراء مريم، كان يبحث عن زوجة وليس والدة الإله. فعدما جاء الملاك ليحذرهُ في المنام كان يتطلع ببساطة إلى الحصول على قسط من الراحة، وليس جعل مصير خلاص العالم بين يديهِ. كان قديسنا المتواضع صخرة سيدتنا العذراء ودرع المسيح الطفل نموذجاً للثبات والإيمان، الإيمان بكلمة الله والعمل على تحقيقها. فعلى الرغم من عظمة واجباتهِ لم يتخذ القديس يوسف أبداً جواً من الأهمية الذاتية أو الغرور، لم يكبر أبداً على هذا الشرف والمسؤولية لكن إستجابَّ ببساطة بإعجاب مقدس وطاعة كاملة.

يا رب نشكرك على هذا القديس المتواضع الذي حملك بين ذراعيهِ وحماك لتكون لنا الفادي والمخلص، أعطنا يارب أن نستحق أن نأخذ القديس يوسف مثال لنا في التواضع والطاعة، على أمل أن نتمتع نحنُ أيضاً معهُ إلى الأبد بصحبة المسيح وأمنا العذراء في التأمل الأبدي في الثالوث الأقدس. آمين.