full screen background image

انا الطريق والحق والحياة

430

الأخت رفقة

قال الربّ: “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي.”. إنّ الطريق هي التواضع الذي يقود إلى الحقّ. والتواضع هو الألم؛ والحقّ هو ثمار الألم. قد تتساءل قائلاً: من أين لي أن أعرف أنّه تكلّم عن التواضع عندما قال فقط: “أنا الطريق”؟ غير أنّ الربّ أجاب بنفسه على هذا السؤال حين أضاف: “احملوا نيري وتتلمذوا لي فإنّي وديعٌ متواضع القلب” (مت 11: 29). لذا، أعلن نفسه مثالاً للتواضع والوداعة. وإذا اقتديتَ به، لن تمشيَ في الظلام بل سيكون لك نور الحياة (راجع يو 8: 12). وما هو نور الحياة إذا لم يكن الحقّ؟ فالحقّ “ينير كلّ إنسان آتيًا إلى العالم” (يو 1: 9)، ويرشده إلى الطريق الصحيح.

أنا أرى الطريق: إنّه التواضع؛ وأرغب في ثمرته التي هي الحقّ. ولكن ما العمل إذا كانت الطريق وعرةً للوصول إلى حيث أريد؟ استمعوا إلى جوابه: أنا الطريق، أي القربان الذي يحملك طوال هذه الطريق. وإلى الذين يُخطئون ويُضلّون الطريق، صرخ قائلاً: “أنا هو الطريق”. أمّا إلى الذين يشكّون فيه ولا يُؤمنون به، فقد قال: “أنا هو الحقّ”. وإلى الذين اختاروا هذه الطريق لكنّهم تعبوا، قال: “أنا هو الحياة”. استمعوا إلى هذا أيضًا: “أحمَدُكَ يا أبَتِ، رَبَّ السَّماءِ والأَرض، على أنّكَ أخفَيتَ هذِه الأشياءَ على الحُكَماءِ والأذكِياء، وَكَشَفتَها لِلصِّغار” (مت 11: 25).

استمعوا إلى ما قاله الحقّ للذين يبحثون عنه: “تَعالوا إلَيَّ أيّها الرَّاغِبونَ فِيَّ واشبَعوا مِن ثِماري” (سي 24: 19). وأضاف: “تَعالَوا إليَّ جَميعًا أيّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم (مت 11: 28). لقد قال لهم: تعالوا. لكن إلى أين؟ أجاب قائلاً: إليّ، أنا الحقّ. ولكن كيف؟ قال: عن طريق التواضع.