full screen background image

اليوم الحادي والعشرون من الشهر المريمي

1238

مريم شفاء المرضى

إعداد الأخت مارتينا

الخدام المخلصين للعذراء مريم ينالون منها حقاً أكبر النعم وخيرات السماء، لكن هذهِ النِعم ليست إلا صلبان. وأُأكد هنا، إن هؤلاء الخدام الذين يحملون هذهِ الصلبان، يحملونها بأكثر سهولة واستحقاق ومجد، لأن هذهِ الأم الحنون، تطلي هذهِ الصلبان المُرة بحلاوة عذوبتها الوالدية وبزيت محبتها النقية، فيتناولونها بفرح كمن يتناول قطع الحلوة، وإن كانت بذاتها مرُة (القديس لويس دي مونفور). هذا ما تفعلهُ العذراء مريم للذين يتشفعون لها وبالأخص جميع المرضى فالعذراء هي الملجئ الأمين والمحامي والشافية لكل أمراضهم وبلسمٌ لكل جراحاتهم. 

فتاريخ عجائب أمنا مريم القديسة حافل بالشفاءات فلو طالعنا تاريخ عجائب أمنا مريم لرأينا المرضى الذين شفتهم لا يحصى لهم عدد. فمنذُ بدء المسيحية والناس يلجأون إلى العذراء لشفاء مرضاهم حتى غدت المعابد والكنائس المقامة على اسم العذراء وإكرامها تتجاوز مئات الألوف في العالم. فعيني أمنا البتول وحدهما قادرتان على نقل نور الفداء والخلاص إلى نفوس المرضى في هذا العالم، العذراء مريم تنعم بشفاءات روحية وجسدية لا تحصى ولا تعد، إن أمنا العذراء تبادل الحب بالحب وتمنح الشفاء للمرضى فلا تنسى أبداً كل أولئك المصابين بالأمراض الروحية والجسدية والنفسية، فهي تمنحهم السلام الدائم والفرح الحقيقي والصحة الكاملة، لذلك إذا نادى المؤمنون مريم العذراء. يا شفاء المرضى فهم على صواب وهي جديرة بهذا الاسم، لأننا في كل شدة ومرض نلجأ إلى العذراء برجاء وثقة وتقوى وهي لا تخيب رجاءنا. علينا أن نعلم ونؤمن! أن مريم العذراء والدة الإله! تمتلك قدرة لا يمتلكها أي إنسان عائش كان أم منتقل، قدرة صلاة غير متناهيه كقدرة الرب يسوع المسيح على أن يستجبها. إننا نستطيع كل شيء بواسطة أمك التي تحبك! ما من أحد يلتجئ إليها، ويطلب منها ويعود خائباً. وهي دواء الخطأة وصحّة المرضى، تضمّد الجراحات، تخفّف الآلام وتقود إلى التّوبة والشّفاء من أمراض النّفس والجسد، هي مريم الّتي من وجدها وجد الحياة ونال مرضاة من الرّبّ. فيا شفاء المرضى اشفي قلوبنا العقيمة وأجسادنا السّقيمة!

 ربنا وفادينا أنت عافية المرضى نسألك أن تتحنن على الذين يتألمون في جسدهم وفي قلوبهم. رحمتك يا رب نسأل من أجلهم. بارك جميعهم، واجعلهم يستعيدون الصحة، ليكبر إيمانهم وليلمسوا عجائب حبك ليكونوا هم أيضاً شهوداً لقدرتك ورحمتك. نتوسل إليك يا يسوع بحق صليبك المقدس وبحق سفك دمك الثمين من أجلنا أشفهم يا رب. أفض فيهم الحياة هذا ما نسألك بشفاعة العذراء مريم الكلية القداسة أمك لينالوا نعمة الشفاء.

لنصلِّ: يا أمنا مريم الفائقة القداسة، يا أمّ الكلمة المتجسّد، يا موزعة النِعم، وشفاء المرضى، ألتجئ إلى عاطفتك   الوالدية بإيمان حي، وأتوسل إليك منحي نعمة أن أتمم مشيئة الله على الدوام. في يديك المقدستين أودع قلبي، سائلاً إياك صحة النفس والجسد، وبرجاء كبير أن تسمعي صلواتي يا أمي الحبيبة. في حضن رحمتك الرقيقة، أودع نفسي وجسدي، هذا اليوم، وكلّ يوم، وفي ساعة موتي. آمين.