full screen background image

قداس وموعظة الاحد الثالث من الدنح 27 كانون الثاني 2019

859

الأب فيليب هرمز الدومنيكي

ملخص الموعظة:

جاء يوحنا المعمذان وأعلمنا عن مجيء آخر من بعده، وهذا المجيء يتطلب إشارة منه.

يوحنا المعمذان لا يفعل شيئاً غير الأشارة، هو يُشير الى الحَمَل، الى أبن الأنسان

الأشارة لها طابعين : إما هي مُتَهِمة، تتهم الآخر، أنتَ الفاعل.

أو هي تُشير الى الطريق، تُشير الى الهدف

هي تشهد على الأساسي، على الأصل.

وليوحنا أصبعان. أصبع يتهمُ فيه اليهود بعدم التوبة. وأصبع يُشير فيه الى مَن هو أرفعُ منه.

ونحن نعلم بأن المغفل فقط يرى الأصبع ولا يرى المؤشَر إليه، أي الأساس، يسوع.

فالمشكلة هنا هي أن لا يرى المسيحي الشيء الأساسي في حياته ويلهث وراء الثانويات، مثل العمل والمادة والتلفزيون والونسّة…ألخ.

نحنُ مدعوين الى أن نكون مثل يوحنا، لا نُريد إلا الأشارة على ماهو أساسي في حياتنا.

ماهو الأنسان الشفاف ؟

هو الذي يقول بأن أَصلي هو الله، وأنا لا أحيا بعد بل المسيح يحيا فيَّ.

إذن لندع جانباً الأنا في العمل مع يسوع : أنا عملت المنهاج الفلاني والمعرض الفلاني والمؤتمر الفلاني…ألخ.

هذا لا يُظهر إلا مجدك أنتَ ويدع جانباً مجد الله الذي هو المجد الأساسي.

ياما ضاع لنا من طاقات كبيرة وأفكارٍ رائعة وجهود ضخمة بسبب هذا الأنا الذي لا يقبل أن يتقولب بأنا المسيح.

لنقبل مع يوحنا أن نضع لنا برنامج عمل :

  1. أن نعمل ونُعلن بأن هناك دائماً مَن هوَ أكبر منّا قادم في المستقبل ؛
  2. أن نعمل بجهدٍ وتوبة وتقشف ما يساعدنا على انتظار الأساس في حياتنا. أي أن نقبل لبس وبَرَ الإبلِ مثل يوحنا في تفاصيل حياتنا، أن نقبل المرور بصلباننا والآمنا كي نمرَّ الى النور، أن نستقبل المسيح الذي لا نحلمُ به ؛
  3. وحتى هذا الأستقبال، أنا غير مُستحقٌ له، مثل يوحنا لستُ جديراً بحلِّ سيور صَنداله. أي

أن الآخرين هم أجدر مني لهذا اللقاء، فأنا لستُ إلا العبّار الذي يقود الآخرين الى الضفة الأساسية، ضفة اللقاء مع يسوع. وأنا لستُ إلا عبدٌ بَطّال.

مَن الذي يُمكِنُهُ من أستقبال الفرح الآتي من العُلى ؟

هو الذي يستطيع الأنحناء كي يَحُلَّ سيور الأحذية !!!

أنتم تعلمون بأنه الذين كانوا يأتون الى نهر الأردن للأعتماذ كانوا يخلعون أحذيتهم علامةً على التوبة.

 لكن الخدام فقط كانوا يخلعون أحذية أشراف القوم ويغسلوا أرجلهم.

وما صيغة كلام يوحنا عن سيور الحذاء إلا تذكير لنا عن الذي غسل بالفعل الأرجل، وهو يسوع المسيح، الخادم الأكبر.

إذن الأنسان القديس الذي ينتظر ويستقبل المسيح في قلب حياته هو أنسان خادم فقير ومتواضع.

الخدمة هي الولوج في قلب الله.

فالتواضع هو الآب بمحبته

والفقير هو يسوع بأختياره

والخادم هو الروح القدس بنعمته.