من حياتنا (بصيغة الحوار)
الأخت د. حنان إيشوع
سلام: أحياناً أنتظر حدوث شيءٍ رائع في حياتي، وخاصةً عندما أكون فرحاً ولكن للأسف!
ج: عِش الحاضر فهو أروع شيء مَوجود الآنَ في حياتكَ.
سلام: وإن كان الحاضر صعبٌ ومرير، فيا تُرى ماذا سيَحل بيَّ؟
ج: قبلَّ كُلِّ شيء يَجب أن نَخضعَ للأمر الواقع فهذا واقعنا. كذلكَ يَجب أنَ نُصلّي لكي يُساعدنا الله في التَخلص مِن الصعوبات بأسرع وقتٍ مُمكن، بالإيمان وبدون خوف. فالخوف من الفشل هو أحد أخطر المُشكلات التي تَجعلنا نشعر باليأس. فالفشل هو أن نَخاف من السقوط فنُقرر أن لا نَنهض، حاول بقدر المُستطاع.
سلام: والمستقبل؟
ج: سيكونُ المُستقبل زاهراً إذا عِشنا الحَاضرَ كما هو مَطلوب.
سلام: وكيف أعيش الحاضر؟ … فنحنُ نَعيش حاضراً مَحصوراً بحلقة من العُنف المُفزع، ونشعر أحياناً بأنَ لا مُستقبلَ لنا وخصوصاً نَحنُ الشباب.
ج: المَحبة وحدها تَغلب وتَبني، هي وَحدَها تَبتكر الطريقة التي تُخرج العالم من حَلقة العُنف المُفزعة والتي تُعَقّد المَشاكل وتَجعل الخِلافات بين فئةٍ وأخرى ودولةٍ وأخرى.
سلام: كما أعلم فإن المحبة ليست سهلة، والعملُ بها أصعب من الكلام عنها، فالتأريخ يُقدم لنا لوحةً سوداء من الحروب، فما رأيُكَ؟
ج: لماذا نَتمسك بالسلبيات دائماً، سلبيات الماضي وسلبيات الحاضر، رُغم أن الإيجابيات تَتغلب عليها، فعمل المَحبة يَخلق السلام في المُجتمع، والسلام أساسُ كُلُّ عملٍ بنّاء، سواء كانَ في باطن الإنسان أم في المُجتمع، فالحرب تَهدم وتُخرّب، بينما السَلام يَبني ويُثبّت. وديانتنا المَسيحية أساسُها المحبة والسلام، ويجب علينا أن نعيشها لكي نَخلق السلام في العالم. مؤكد نَحنُ نَستطيع أن نبدأ على الأقل من عائلاتنا وأصدقائنا. فلنَكن مَصدر سلامٍ وحُبّ. فبوجودِنا يَشعر الآخرين بالسلام والاطمئنان.
سلام: أفكر أحياناً لماذا الحَرب؟ ولماذا كُلُّ هذهِ الخسائر من أجلِ شيءٍ مُؤلم؟
ج: لا شكّ أنهُ لو بُذِل من أجل السلام ما يُبذَل من أجلِ الحرب لتَحقّق السلام.
سلام: أحياناً أشعر بأنني قادر على عملِ شيءٍ من أجل السلام، لكن أحياناً أشعر بالعَجز.
ج: أُخرج إلى الدنيا بذراعين مَفتوحتين لأن ما فيها لا يَسعُ قلبكَ أن يَتحملهُ، ولا يَستطيع عقلُكَ أن يُدركهُ، صلِّ كي يَعمل الروح بداخلكَ لأن آفاقهُ تَسع كُلَّ ما يَدخل إليها.
سلام: سوفَ أعملُ من أجلِ السلام وبقدرِ المُستطاع.
ج: يَجب أن تَعمل بفرحٍ، يَجب عَلينا أن نَحملَ صليبنا بفرحٍ.