full screen background image

الوقفة التاسعة: القلب الأقدس نموذج التجرد

106

الاخت مارتينا

من الكتاب المقدس: ” لكن ما كان لي من ربحٍ حسبتهُ خسارةً من أجل المسيح، بل أحسبُ كل شيءٍ خسارة من أجل الربح الأعظم، وهو معرفة المسيح يسوع ربي. من أجلهِ خَسِرتُ كُلَّ شيء وحَسَبتُ كُلَّ شيءٍ نِفايةً لأربح المسيح وأكون فيهِ، فلا أتبرر بالشريعة، بل بالإيمان بالمسيح”. (فيليبي3: 7_9).

وقفة حب: إن الفضيلة التي يريد قلب يسوع الأقدس أن يعلمنا إياها فضيلة التجرد، التجرد من كل شيء زمني وأرضي. لقد كان القلب الأقدس منفصلاً عن كل ما هو بشري لدرجة أنهُ لا شيء كان لهُ قيمة وتأثير عليهِ، لأن هذهِ الأشياء الأرضية لم تكن إرادة أبيهِ السماوي. لقد كان قلب ربنا مجرداً من كل المصالح المادية، حتى أنهُ ولِدَ محروماً من كل شيء في مغارة، ومات عارياً على الصليب لا يملك شيئاً سوى محبة وإرادة أبيهِ السماوي ومحبة البشر. يا لحرية الروح السامية! للإنفصال التام عن الروابط البشرية ياللأستقلالية السيادية للقلب الملتزم كلياً بالله. يا قلب يسوع حبيبي أملك روحي وأظهر دائماً إرادتك لي، حيثُ أ إتباع المسيح حقاً يتطلب تجرداً واضحاً من كل الأشياء الزمنية الأرضية. إذا نظرنا إلى كل شيء بشكل واقعي وفي ضوء الأبدية، ليس هناك ايجابيات وسلبيات مع المسيح، مع المسيح وفي سبيل ربح المسيح، فإن كل شي يعتبر نفاية. فعلينا إختيار المسيح وترك كل شيء والتجرد من أي شيء والتشبه بيسوع المسيح وبقلبهِ المحب المتجرد من كل شيء أرضي. 

أسئلة للتأمل:

1_ أيمكننا التخلي عن كل ما هو بشري بإرادة كاملة وبدون حزن؟

2_ هل يمكننا أن نكون منصفين مع كل البشر دون تفضيل شخص على الآخر حسب مصالحنا الشخصية؟

3_ ماذا يمكنني أن أفعل إزاء كل ما يقدمهُ لي القلب الأقدس قلب ربي المتجرد من كل شيء؟

صلاة: يا قلب يسوع الأقدس، يا يسوع الرحوم أني أكرس ذاتي اليوم ودائماً لقلبك الأقدس، وأجعل قلبي شبيهاً بقلبك الأقدس. وعلمني أن أتجرد عن كل شيء في هذا العالم. أتجرد عن كل شيء بشري ومادي، وعلمني أن أكون مثلك غايتهُ الأساسية والنهائية مشيئة الأب السماوي. آمين.