الاخت مارتينا
تأمل
أسرار الحزن هي من أسرار مسبحة الوردية المقدسة تصلى يومي (الثلاثاء والجمعة) إن التأمل في أسرار الحزن من المسبحة الوردية يعد التأمل في أحزان وآلام ربنا يسوع المسيح، ربما لم تختبر أمنا العذراء مريم الألم الجسدي الذي تحملهُ ابنها الإلهي. لكنها لا بد أنها عانت من اختبار الألم العاطفي الهائل خلال آلام وصلب ربنا يسوع المسيح. لقد رافقت والدتنا القديسة مريم ابنها يسوع ربنا كل تلك الأوقات الصعبة، التي عاشها من ضرب بقساوة وشتم وأيضاً التخلي عنهُ من الآخرون الذين أحبهم. لقد عانت الكثير من الآلم والكثير من الوجع، وأستمرت بايمان ومحبة ورجاء في الحياة الأبدية. في الواقع حتى في صور البشارة والميلاد لا تُرى مريم دائماً على أنها فرحة، بل على أنها تتأمل وتعترف بالأحزان التي تنتظرها حتى وسط السعادة. الأم التي عاشت تلك المرحلة تعرف كيف تسير مع كل واحد منا، حتى في أوقات العزلة والحزن. عند تأملنا في أحزان ربنا ونترافق معهُ من خلال صلاة المسبحة في درب الآلم هذا نرى أن أمنا مريم تكون معنا وتسندنا وتقوينا، إذا لا يوجد حزن ولا صعوبة ولا ألم في العالم أكبر من أن تأخذها مريم أمنا المباركة وتقدمها إلى عرش ابنها الإلهي وتطلب منهُ حلها. في أسرار الحزن نستنجد بأمنا المباركة لنحصل على الراحة الأفضل، ومن أفضل نموذج يمكن أن نجد فيهِ الراحة ونطلبها غير من أمنا القديسة نفسها. إن إيمان مريم واضح، إنها حقاً نجت من سيف الوجع والحزن ولم تتزعزع في إخلاصها لله على الرغم من أنها تعرضت للعديد من التجارب التي يمكن أن تثير الشك فإذا أقتدينا بمريم القديسة وإيمانها فإننا سننجو من أي جراح أو آلام يلحقها بنا الشرير وهذا العالم القاسي. إن المسبحة الوردية تعلمنا الطريقة الأمثل لكيفية الإقتداء بمريم والتحدث إلى أمنا المباركة عندما لا نملك الكلمات، فكل سر من الأسرار لهُ معنى خاص ويساعدنا على أن نكون بجانب مريم العذراء وهي تظهر باستمرار حبها النهائي للعالم من خلال إعطائنا ابنها الحبيب، كوننا متحدين في نعمها بقولها: “فليكن لي بحسبِ قولك” (لوقا1: 38).
قصة
ليندا مراهقة في الرابعة عشرة من عمرها، كانت تتلقى دروساً على يد احد اصدقائي ، وهو معلم تعليم مسيحي هناك. زار هذا المعلم مديوغوريه عدة مرات. وقد ادرك اهمية تلاوة صلاة الوردية في العائلة. وكان شاهداً على عجائب خارقة تمّت في بعض العائلات. وذات يوم قصدته هذه الفتاة منهوكة القوى، وقالت له: “أتعلم يا سيد نولان؟ انني الفرد الوحيد في العائلة الذي يشارك في قداس الأحد. جميع افراد عائلتي معمّدون، وجميعهم كاثوليك. غير ان ابي وأمي لا يحضران القداس الإلهي ابداً. وكذلك أخي الذي بلغ عامه الثاني عشر. ولقد علمت منذ قليل ان والديّ قرّرا الطلاق. أخي وانا صَعقنا الخبر. ابي سيغادر المنزل وقد وجد شريكة حياة أخرى”. حينئذٍ أشار عليها صديقي بما يلي: “أصغي جيداً، واليكِ ما تفعلين. ستصلّين الوردية على نوايا العذراء القديسة. وستوكلين أمر أبيكِ وأمّكِ والمرأة التي يصحبها أبوكِ الى العذراء القديسة، لكي تهتم بتدبير أمور منزلكم وتعيد نظام الرب الى عائلتك. بعد هذا سنرى اذا ما كان يمكن ان يشارك اخوكِ في صلاة الوردية، فتصبحان اثنان بدلاً من شخص واحد يصلّي.” باشرت الصبية صلاة الوردية منفردة. ولكن الثقة كانت تغمر قلبها. فلقد كرّست كل شيء للعذراء القديسة. وفي النهاية رضي أخوها بالإنضمام اليها. وحينئذٍ رتّبا مشروعاً: كل مساء كانا يهبطا سرّاً الى القبو ليصلّيا الوردية. وصلاة الوردية تدوم ما يقارب الساعة. وحّدا صوتيهما وتشفّعا ليتمّ مشروع الرب على العائلة، وليفشل مخطّط الشيطان. ولاحظ المعلم نمو هذه الصبية. فأول ما أخبرته اياه ليندا انها تصالحت مع اخيها وتناسيا كل خلافاتهما الصغيرة. وبعد اسبوع، دخلت ليندا الصف في غمرة الفرح وبشّرت معلّمها بأن الطلاق قد أرجئ. وقبل موعد الطلاق المحدّد أسرّت لصديقي: “قد لا تصدقّني، لقد عدل والديّ عن الطلاق. وأبي قرّر البقاء مع أمي! وهذا نصر كبير، كبير لنا! وتابعَت الصلاة. وبعد اسبوع آخر، وصلت الى المدرسة وبادرت معلّمها بقولها: “سيدي، أتعلم ما جرى؟ نهار الأحد رافقتني أمي الى القداس.” هذه قوة الوردية! ونهار الأحد الثاني صحبهم الأب بدوره الى القداس. ومنذ ذلك الأحد، لم يعد يفوّت قداساً واحداً. هكذا غدت هذه العائلة تصلّي الوردية معاً وقد توحّدت، ومخطّط الله الذي أعِدّ لها يتمّ شيئاً فشيئاً.
صلاة: يا مريم أمنا هبينا بنعمة ابنكِ السماوي الندامة الكاملة على جميع خطايانا التي اقترفناها تجاه ابنكِ القدوس، يا والدتنا القديسة كيما خرق سيف الوجع قلبكِ عندما كلل ابنكِ بالشوك، علمينا أن نصبر ونتحمل بفرح صليب حياتنا ونكون مساندين بتضحياتنا لابنكِ القدوس. علمينا بشفاعتهِ احتقار المجد العالمي الأرضي، وأن نكون باتصال دائم مع ابنكِ القدوس من خلال مسبحتكِ المقدسة آمين.