الاخت مارتينا
تأمل
مريم العذراء هي أم الكنيسة المقدسة جسد يسوع السري. فكما تحمل الأمهات أطفالهن، ويلدن ويرعينَّ أطفالهن، ويعلمنَّ أطفالهن، هكذا مريم ترشدنا وترعانا مريم هي أمنا الروحية. وهي تدعمنا في تعلمنا ونمونا الروحي، إنها تقربنا منها وهي نموذج رائع لكيفية عيش حياة مقدسة. هي مثالنا الرائع في العمل بسخاء وبشكل مستمر مع الروح القدس. أم الكنيسة هذا اللقب يرتبط مباشرةً بمريم باعتبارها والدة الإله، ويسوع هو رأس الكنيسة والمؤمنين بهِ هم جسدهِ السري جسد الكنيسة، فكما أن مريم هي والدة يسوع المسيح، والمسيح رأس الكنيسة فإن مريم هي أم الكنيسة. وتعود الجذور اللاهوتية لهذا اللقب إلى الكنيسة الأولى، كثيراً ما تحدث آباء الكنيسة الأساقفة القديسون والمجتهدون في القرون الأولى عن مريم باعتبارها حواء الجديدة. فكما كانت حواء “أم كل الأحياء” (تك3: 20) كانت مريم أم جميع الذين يعيشون في المسيح. إن لقب “أم الكنيسة” يعكس القناعة العميقة للمؤمنين المسيحين، الذين لا يرون في مريم أم المسيح فحسب بل أم المؤمنين بهِ أيضاً إن التي يُعترف بها على أنها أم الخلاص والحياة والنعمة أم المُخلَصينْ وأم الأحياء، تُعلن بحق أم الكنيسة. على الرغم من أن لقب “أم الكنيسة” لم ينسب إلى مريم إلا على يد الكنيسة الأولى، إلا إنهُ يعبر عن علاقة الأمومة بين السيدة العذراء والكنيسة. ففي البشارة دُعيت مريم العذراء لتعطي موافقتها على مجيء الملكوت المسيحاني، الذي سيتم مع تكوين الكنيسة الأولى. في عرس قانا طلبت مريم من ابنها الإلهي أن يمارس قوتهِ المسيحانية، ساهمت بشكل أساسي في زرع الإيمان في جماعة التلاميذ الأولى وساهمت في إنشاء ملكوت الله الذي لهُ “بذرهُ” وبداياتهِ في الكنيسة (نور الأمم 5). وكذلك على الجلجلة اتحدت مريم بذبيحة ابنها وقدمت مساهمتها الأمومية في عمل الخلاص، الذي اتخذ شكل آلام المخاض وولادة البشرية الجديدة. فقال لها يسوع ربنا: “يا إمرأة هوذا ابنكِ”، يعلن أمومتها ليس فقط بالنسبة إلى الرسول يوحنا بل أيضاً إلى كل تلميذ فيقول الإنجيلي نفسهُ: “إن يسوع كان عليهِ أن يموت ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد” (يو 11: 52)، يشير إلى ولادة الكنيسة كثمرة الذبيحة الكفارية التي ارتبطت بها مريم أمومياً. يقول البابا القديس بولس السادس: “نؤمن أن والدة الله القديسة، حواء الجديدة “أم الكنيسة” تستمر في السماء في ممارسة دورها الأمومي نيابة عن أعضاء المسيح”.
قصة
تزوجت سيدة تقية من رجل غني، لكنه كان يفتقد للفضائل ويعيش حياة غير مستقيمة. رأت المسكينة الخطر الذي يحدق بزوجها وذهبت لتستشير القديس دومينيك (عبد الاحد). فأرشدها القديس الى صلاة الوردية بتقوى صادقة، مؤكداً لها بأنها ستحصل على النعمة المرغوبة. فأخذت هذه السيدة بنصيحته، وفي الليلة التالية كشفت السيدة العذراء بوضوح للزوج عقاب جهنم فارتعب وبدأ يبكي خوفاً. فارتمى فيما بعد على اقدام القديس دومينيك معترفاً له بخطاياه، وتبنّى الوردية عائشاً بقداسة بقية ايام حياته. الى كل الذين لديهم آباء، وأمهات، وأزواج … غير مؤمنين لا تياسوا وتفقدوا الصبر فتشكّوا بالعناية الإلهية بل التجئوا الى الوردية بإيمان وثقة لتنتصروا على طباع اقربائكم السيئة.
صلاة: السلام عليكِ يا مريم، إمرأة الإيمان ومرشدة التلاميذ إلى الإيمان بابنها الإلهي “أم الكنيسة” سيدتنا العذراء، ساعدينا أن نسعى دائماً إلى الرجاء الذي فينا، بالثقة في صلاح الإنسان ومحبة الآب. علمينا أن نبني العالم انطلاقاً من الداخل في أعماق الصمت والصلاة، في فرح المحبة الأخوية، بقوة صليب ربنا يسوع المسيح. آمين.