full screen background image

كن رحيما مع الاخرين

379

الاخت بسمة

متى43/5
(كن رحيما مع الاخرين)

تقع الرحمة مع الاخرين في قلب تعاليم يسوع. “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى44:5-45). المحبة هي شيء أكثر من إظهار الرحمة، لكن الرحمة هي جزء أساسي من المحبة.

يقدم يسوع في تلك الفقرة ثلاثة أسباب عن ضرورة أن تكون رحيما تجاه من أخطأ في حقك:

أولا:أن تكون رحيما مع أعدائك يعني أنك تشابه أباك الذي في السموات –”لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى 45/5). تمتد رحمة الله لأولئك الذين يعادونه: “فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ” (متى45/5).

ثانيا:أن يكون عندك رحمة كهذه تجعلك مميزا عن العالم: “لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ” (متى46/5). نميل فقط لأن نحب الناس الذين هم مثلنا، أو من نحبهم. لكنك مدعو لتكون مختلفا.

ثالثا:هناك صلة بين الغفران ونوال الغفران. لا يمكننا أن ننال نحن رحمة الله ثم لا نظهر الرحمة للآخرين. إننا لا نكسب الغفران بأن نغفر للآخرين، لكن يسوع يقول أن غفراننا للآخرين هو أمر أساسي في نوال الغفران من الله. “فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَيَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ” (متى14:6-15).

يوميا، اقبل الرحمة والمغفرة ويوميا قدم الرحمة والمغفرة للآخرين.

يشرح يسوع أيضا كيف يمكنك أن تعبر عن هذه الرحمة بصورة عملية فيما تقوم به. فهو يسلط الضوء على أهمية الصلاة. فهو يقول لنا “صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ” (متى44:5). تساعدك الصلاة لأجل أعدائك أن تراهم كما يراهم الله. في الصلاة تقف جنبا إلى جنب معهم، فتأخذ إثمهم وألمهم على عاتقك، وتتضرع إلى الله من أجلهم. الصلاة هي الامتحان الفاصل للمحبة. يعلن المجيء إلى نور محضر الله عن المشاعر الحقيقية الموجودة في أعماق قلوبنا.

كما يقع موضوع الرحمة في قلب الصلاة الربانية: “واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا” (متى12:6).

*عندما نصلي، كما يعلمنا يسوع

•اجعلها صلاة هادئة (جد لنفسك مكانا هادئا، منعزلا حتى لا تجرب بأن تمثل أمام الله).

•اجعلها صلاة أمينة فقط كن بسيطا وأمينا وصادقا بكل قدرتك.

•اجعلها صلاة بسيطة مع إله يحبك هكذا، يمكنك أن تصلي بكل بساطة.

أخيرا، ينبغي أن تكون الرحمة في قلب عطائك. الكرم هو صورة لتقديم الرحمة للآخرين. “وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَتُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَاتَفْعَلُ يَمِينُكَ لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (متى6/ 3-4).

صلاة

أشكرك يا رب لأنه رحيم معي. أشكرك لأنك تغفر خطاياي. ساعدني يا رب دائما لأكون رحيما مع الآخرين.