full screen background image

رتبة القداس الكلداني في زمن نرساي412-503- وفق مقالته رقم 17

655

الكاردينال لويس روفائيل ساكو


عمل  الكنيسة  باستمرارعلى صياغة ايمانها وطقوسها،  وفق ثقافة عصرها ومفرداته، لتاتي مفهومة ومقبولة.   يعرف متخصصو الطقوس الكنسية جيدًا ان عملية  التجديد،  ظاهرة موجودة  في  معظم الكنائس، وعلى مرّ الزمن، وليست ظاهرة جديدة،   لان يتعين على الكنيسة ان تلائم طقوسها مع ثقافة الناس، وحساسيتهم وظروفهم لتؤثر فيهم. اني لا ادعو الى التعريب،  مثلما لا يدعو اساقفتنا في المهجر الى الانكليزية أو الفرنسية ، لكنني اب وراعٍ،  مسؤوليتي تحتم عليّ ان اصلي بلغة الناس وليس بلغة لا يفهونها، وان اساعدهم  على فهم ما يتلونه من صلوات.

القداس الذي يشرحه الملفان العظيم نرساي  مختلف كثيرا عن  القداس الحالي. هل نعود اليه كما هو  لانه جزء من التراث؟

 يتوسع نرساي في شرح القداس في مقالته السابعة عشر،  طبعة منكنا  سنة 1905 الموصل، المجلد الاول  الصفحات (257-270)،  قام بترجمتها الخوري بولس الفغالي الى العربية: نرساي ميامر ليتورجية، بيروت 2002، ضمن منشورات الجامعة الانطونية. يشرح  نرساي بالتفصيل اقسام  القداس ورموزه كما كان يحتفل به في زمانه. هذا النص  يختلف عن نص حوذرا مار اشعيا ( القرن الحادي عشر)  وعن التغييرات والاضافات  التي طرأت عليه الى يومنا  نظراً لضرورات كل عصر.

لا يذكر نرساي بماذا كان الكاهن  يبدأ الرتبة، لكننا نعرف ان القداس كان يحتفل به بعد صلاة الصبح، لذلك  لا تتكرر نفس  الصلوات  في القداس. هذا منطقي. نجد في صلاة الصبح المجد لله في العلى والمزامير ( مرميثا) ولاخومارا وثم  لاحقاً  ادخلت ترتيلة قديشا الاها  التي  اقتبسها  البطريرك ابا الكبير(540-552) من الطقس البيزنطي، ولم تكن موجودة في زمن نرساي.

  1. يحتفل بالقداس في قدس الاقداس.
  2. خروج الموعوظين،( من دلا شقيلاليه معموديثا نيزل…)، اي يخرج الذين يستعدون لاقتبال المعمودية، كذلك من ليس مستحقاً لتناول القربان. ويتوجه البوابون لحراسة الابواب ومنع دخول الغرباء. اليوم تركت هذه الرتبة لاسباب لاهوتية و رعوية.
  3. تلاوة قانون الايمان لمعرفة صحة ايمان المصلين. انه   قانون ايمان مجمع  نيقية  325 ومجمع قسطنطينية 380) الذي تبناه   سينودس البطريرك اسحق  سنة 410.
  4. صلاة ذكر الاحياء والاموات ( نصليه شلامان عمان صلوا على ذوخرانا داواهين).هذه الصلاة التي يتلوها الشماس (كلمة شماس تشير دائما الى الشماس الانجيلي)، تتضمن لائحة من الطلبات تعكس حاجات الناس، لاجل غلات الارض والتخلص من الاوبئة…
  5. رتبة السلام قبل التقديس.  يتبادل الحضور السلام بمحبة المسيح- للمصالحة.
  6. تنبيه الشمال للمؤمنين باهمية هذه المرحلة: نودي ونوعي ونتكشب… لنشكر ونطلب ونتضرع..
  7. رتبة الحوار: نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الاب.. مقتبسة عن 2 قورنتس 13(: 13)، لكن مع تقديم يسوع على الله الاب. في نص كورنتس: محبة الله الاب ونعمة سيدنا يسوع المسيح.. لاهوتيا هذا هو الصحيح، فالله  الاب هو المصدر…
  8. ارفعوا عقولكم الى العلى، وجواب المشاركين: نحوك يا اله ابراهيم واسحق ويعقوب.. يعني الهنا هو اله شخصي وليس الها نظريا..
  9. يقرب القربان لله رب الكل- الجواب: انه واجب ولائق.
  10. صلاة قبل القدوس وهي قريبة من نص اداي وماري، وليس نص اشعيا  6: 1-3  ” رأيتُ السَّيِّدَ جالساً على عَرشٍ عالٍ رَفيع، وأَذْيالُه تَملأُ الهَيكَل. مِن فَوقِه سَرافونَ قائمون، سِتَّةُ أَجنِحَةٍ لِكُلِّ واحِد، بِآثنَينِ يَستُرُ وَجهَه وبآثنَينِ يَستُرُ رِجلَيه وبآثنَينِ يَطير. وكانَ هذا يُنادي ذاكَ ويَقول: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس، رَبُّ القُوَّات، الأَرضُ كُلُّها مَمْلوءَةٌ مِن مَجدِه.
  11. الكلام الجوهري( كلام التقديس).. هذه اضافة ليست موجودة في النصوص القديمة، التي وصلت الينا وغير موجودة عند كنيسة المشرق الاشورية، ادخلها الكلدان بعد اتحادهم مع كنيسة روما.  في اللاهوت المشرقي تتم الاستحالة بحلول الروح القدس وليس بسرد نص العشاء الاخير. ادخال تغيرات في نصوص الاباء كانت ظاهرة شائعة قديماً، لذا على الارجح  ان احد الكتاب المتأخرين ادخل هذا النص.
  12. التذكارات.. طلبات من اجل الكنيسة ومن اجل السلام والاموات…
  13. دعوة حلول الروح القدس. هذه صلاة اساسية، فالروح القدس هو  الذي يحول الخبز والخمر الى جسد المسيح ودمه .
  14. رتبة الكسر والمزج.. كسر الخبر-الجسد يرمز الى موت المسيح، ومزجه  بالخمر- الدم  الى قيامته.
  15. رتبة التوبة استعداداً للمناولة: كولان بذحلثا وايقارا. هذا النص أدخله البطريرك غريغور ( 605-608) اي ليس من زمن نرساي.  في التاوين الحالي استبدلنا” اغفر يارب خطايا عبيدك وزلاتها”  بـ “اغفر يارب خطايانا وزلاتنا” الاكثر شخصانية وخصوصا اننا ابناءه ولسنا عبيدا،  ولان العبد لا يرث!!
  16. صلاة الابانا وهنا مكانها  الصحيح حيث يجب ان  تتلىء.، لان الكاهن قبلها يصلي أهلنا يا ربنا والهنا.. لنصلي هكذا.
  17. السلام استعدادا للمناولة
  18. يليق القدس بالقديسين: قوذشا لقديشيه يايه بشلموت.. الجواب: واحد الاب القدوس.. ، اي نحن غير مستحقين.
  19. المناولة: يقول نرساي “من يقترب ليأخذ الجسد، يبسط يده اليمنى فوق اليسرى على شكل الصليب”. كانت المناولة تحت الشكلين.
  20. ترتيلة مارن يشوع ملكا سغيذا .. هذه الصلاة  هي لمار افرم(+ 373). ثم دعوة الشماس: كولان هاخيل- نحن كلنا الذين… بعده  يتلو الكاهن صلاة الشكر.
  21. البركة الاخيرة.. ذاك الذي باركنا بكل البركات السماوية… بعده يغادر المصلون الكنيسة.

يشير نرساي   الى تلاوة صلاة الابناء في النهاية:  ” حينئذ  يتلون صلاة التي علماها يسوع وبها تبدأ صلاة الصباح والمساء”. هذه الاخرى اضافة متأخرة على نص نرساي، فقانون  صلاة ” الابانا” ادخله البطريرك طيمثاوس الكبير ( + 823).

آمل ان يفهم دعاة التراث ومنتقدو التأوين التمييز بين الجوهوري والثانوي،  بين الثابت والمتحرك، وان يدركوا اهمية  تبني لغة الناس  ومفرداتها.  قبل يومين تكلمت مع سيدة مسنة، قالت لي انها تصلي  بالكلدانية التي لا تفهمها  صلاة  ابانا الذي..  وقانون الايمان، بصراحة   سمعتها ترددها  وكانت معظم العبارات مسبات!!!      في الختام ادعو  المتابعين  الى قراءة مقال الدكتور عبد الله رابي المنشور على موقع البطريركية  الذي يصب  في هذا التوجه، اي  في اهمية التأوين والملاءمة.

رتبة القداس الكلداني في زمن نرساي412-503) وفق مقالته رقم   17 – البطريركية الكلدانية (saint-adday.com)