full screen background image

يا يسوع نحن نثق بك

617

الأخت رفقة

أعطى الرّب يسوع للتلاميذ الخائفين والمندهشين موهبة “مغفرة الخطايا” وهي موهبة وُلدت من جراحات يديه، وقدميه وبصورة خاصة جراحات جنبه الذي خرقه الرمح. ومن هذه الجراحات تغدق موجة من الرحمة على البشرية أجمع.

إنّنا نعاود عَيش هذه اللحظة في شغف روحّي عميق. واليوم يُظهر لنا الربّ جراحاته المجيدة وقلبه نبع النور والحقيقة ونبع المحبة والغفران الذي لا ينضب. هو قلب الرّب يسوع المسيح! هو “القلب الأقدس” الذي أعطى الإنسان كل شيء: الفِداء والخلاص والقداسة (…).

وما فتئ مَدُّ محبة الله الرؤوفة المرمّم يتدفقّ أيضًا على جميع الرجال والنساء في عصرنا من خلال سرّ هذا القلب الجريح. ومن يبحث عن سرّ السعادة الحقّة والدائمة لا يجدها إلا ههنا. “يا ربّي يسوع، أنا أثق بك”. هذه الصلاة الغالية على قلب كثير من المؤمنين تعبّر بحق عن المنهج الذي من خلاله نريد أن نتخلى عن ذاتنا بكل ثقة بين يديك أيها الربّ، يا مخلصنا الأوحد.

إنّك تلتهب شوقًا أن تكون محبوبًا، ومن يوائم ذاته مع أحاسيس قلبك يتعلّم أن يصبح مشيّد حضارة المحبة الجديدة. وإن عمل ثقة بسيط من شأنه أن يكسر حاجز الظلمة والحزن، والشكّ واليأس. إن شعاع رحمتك الإلهية يُعيد الأمل بصورة خاصة إلى ذلك الذي يشعر بأن نير الخطيئة يسحقه، كلما ردد يايسوع أنا اثق بك.
من تأملات البابا يوحنا بولس الثاني ( بتصرف )