full screen background image

مديغورييه أرض المصالحة والسلام

1441

مديغورييه أرض المصالحة والسلام

الأخت مارينا بهنام يوسف

أين تقع مديغوريه؟

 تقع قرية مديغوريه والتي تعني ” بين الجبال” ضمن منطقة البوسنة والهرسك. هي قرية صغيرة كرواتية ترتفع 200 م عن سطح البحر.

في هذه القرية الصغيرة تستمر السيدة العذراء بالظهور يومياُ في الساعة عينها 6:40 مساءً، من 24 حزيران 1981، حتى اليوم (أي منذ ثماني وثلاثون عاماً) لستة أولاد صاروا اليوم راشدين، وذلك لنشر رسالة السلام ودعوة العالم إلى الإيمان بالله وإلى التوبة والمصالحة. منذ عام 1981 تحصل فيها أمور تفوق الطبيعة حيث “تلمس الجنة الأرض”، حسب تعبير أحدهم.

عندما بدأت الظهورات في 1981 تغيرت حياة الرعية: أختارت السيدة العذراء كشهود لها ومساعدين ليس فقط ” الشهود” الستة بل الرعية بأكملها وحجّاجها. وقد ذكرت ذلك بوضوح في الرسائل التالية: لقد أخترت هذه الرعية بطريقة خاصة وأتمنى أن أقودهها”.

 1 آذار   1981 عرّفت عن نفسها على إنها “ملكة السلام والمصالحة”. أتت لتقودنا الى درب السلام لتقربّنا من قلب الله. وهي تقودنا جميعاً الى القداسة فتعطينا رسائل جد بسيطة في متناول الجميع.

وعدت العذراء كل شاهد بأن تبوح له بعشرة أسرار. وحتى يومنا هذا، حصل ثلاث من الشهود، هم إيفانكا وميريانا وياكوف على الأسرار العشرة، وتوقفت ظهورات العذراء اليومية لهم. واقتصرت على ظهور العذراء مرة واحدة في السنة. ولم يحصل كل من فيتسكا وماريا وإيفان إلا على تسعة أسرار وما زالوا يرون العذراء كل يوم. بحسب ميريانا، على كل شاهد أن يختار كاهناً يبوح له بأسراره. من جهتها، اختارت الأب بيتار ليوبيسيش الفرنسيسكاني.

الأسرار ستعلن بواسطة ميريانا الى العالم من خلال كاهنها. ويتعينّ على الشاهدة أن تصوم على الخبز والماء مع الكاهن المختار عشرة أيام قبل تحقيق السر. وفي اليوم السابع، تبوح له به لكي ينشره في العالم قبل ثلاث أيام من تحقيقه. وكما وعدت العذراء في تموز 1981، بأنها ستترك على تلة الظهورات علامة يراها الجميع ولا تزول.

يتميزّ ظهور السيدة العذراء بوصف دقيق: إنها تترأى للعيون بأبعاد ثلاثية، مرتدية فستاناً رمادياً فضفاضًا يلفّها وشاح أبيض ويعلو شعرها تاج ذهبي مرصّع بأثنتي عشرة نجمة، وعيناها زرقاوان، تقف على سحابة بيضاء. وجمالها لا يمكن لأي انسان أن يصفه.

بعض ما قالته السيدة العذراء في مديغورييه: “أتيتُ كي أقول للعالم أن الله حقيقة، أن الله موجود”. “أحبكم حبّاً يفوق الحدود”.  الشيطان موجود، ولا يبحث إلا عن الهدم. أما أنتم فصلّوا وثابروا على الصلاة. وليس باستطاعة أحد أن يسيء إليكم.  ” أنا أمكم، فلذلك أريد أن أقودكم الى تمام القداسة. وأريد أن يكون كل واحدٍ منكم سعيداً هنا، على الأرض، وأن يكون معي، بعد ذلك، في السماء. هذا هو، أولادي الأحبة، هدف مجيئي الى هنا، وهذه هي رغبتي.

نوايا العذراء

للعذراء نوايا وقد أعلنتها في مديغورييه، وقد أعطت لكل شاهد أن يصلي من أجل نيّة معينة. وتطلب منا العذراء أن نصلّي من أجلها أيضًا وهي:
السلام: مريم التي عرّفت عن نفسها بمديغورييه بملكة السلام، تطلب منا بنوع خاص أن نصلي من أجل السلام. قالت العذراء للشاهدة ماريا والتي بدت فيها باكية، ووراءها يرتسم صليب خشبي كبير: السلام، السلام! فقط السلام! تصالحوا مع الله، وتصالحوا فيما بينكم. من أجل ذلك يجب أن تؤمنوا، وأن تصلّوا، وأن تصوموا، وأن تعترفوا.  كما قالت في مطلع ظهوراتها: سلام العالم مهددّ بالخطر فصلّوا من أجل السلام.

لقد وضعت السيدة العذراء مسؤولية السلام على عاتقنا جميعاً، فعلى العالم أن يحصل على السلام قبل فوات الآوان. فكما قالت للشاهد ياكوف في 26 أيلول 1983: “ولدي يسوع، يتألم كثيراً، لأن العالم لا يهتدي. ليرتدّ العالم وليحل السلام بين البشر “.

2-العائلات:  سلّمت السيدة العذراء الشاهدة إيفانكا بشكل خاص مهمة الصلاة من أجل العوائل  “…في هذه الأيام، يريد الشيطان أن يدّب الفوضى في قلوبكم وفي عائلاتكم. صغاري لا تلينوا أمامه! وعليكم ألا تدعوه يوجّهكم لا أنتم ولا حياتكم. إنني أحبكم واشفع لكم لدى الله. صغاري صلّوا! أشكركم على تلبيتكم ندائي”(25 كانون الثاني 1994). وكما تدعونا العذراء للصلاة في عائلاتنا: “أولادي الأحبة اليوم أيضاً، أدعوكم في عائلاتكم. بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس، وهو الذي سيجددكم. هكذا ستصبحون معلّمي الإيمان في عائلاتكم. بالصلاة وبمحبتكم سيسلك العالم طريقاً أفضل وستبدأ المحبة تملك في العالم.

أشكركم على تلبيتكم ندائي”. (25 نيسان 2005).تقول العذراء إن العائلات التي تصلّي معي، لا يقدر الشيطان أن يدخل إطلاقاً الى عوائلهم.

الشبيبة: أوكلت السيدة العذراء مهمة الصلاة من أجل الشبيبة للشاهد إيفان، وقد أسس جماعة صلاة بهدف الصلاة على النوايا التي تطلبها أمنا العذراء. في بداية الظهورات قالت للشهود: ” قولوا للشباب الّا يدعوا أنفسهم يضلّون سواء السبيل. وليبقوا لإيمانهم مخلصين”. وفي عام 1989 بينما كانت الشاهدة فيتسكا في إيطاليا، ظهرت لها العذراء وأبلغتها هذه الرسالة: “أولادي الأحبة، أسالكم من جديد، أن تصلّوا من أجل جميع شباب العالم لأنهم في وضع صعب ويمكنكم أن تساعدوهم بمحبتكم وبصلوات حارة تلهب قلوبكم”.

الكهنة: أوكلت السيدة العذراء للشاهد إيفان مهمة الصلاة من أجل الكهنة. في 30 أيار 1984 أبلغت رسالة عبر يالانا: “يالانا، على الكهنة أن يقوموا بزيارة العائلات، لا سيما التي لم تعد تمارس واجباتها والتي نسيت الله. على الكهنة أن يحملوا “البشرى السارة” الى الشعب وأن يعلموهّ كيف يصلّي. وعلى الكهنة أنفسهم أن يُمعِنوا في الصلاة وفي الصيام كذلك. وعليهم أن يعطوا الفقراء ما هم بحاجة إليه”.

كما تقول لنا: “…… ليس الكهنة بحاجة الى إنتقاداتكم، إنما الى صلواتكم ومحبتكم”.

غير المؤمنين: تسميهم السيدة العذراء ” الذين لم يتعرّفوا على محبة الله بعد”، وقد أوكلت مهمةالصلاة لهم للشاهدة ميريانا. في 188 آذار 1989 ظهرت العذراء لميريانا، وبدت حزينة جداً ونادراً ما بدت هكذا، وقالت: “أولادي الأحبة، يسعدني أنكم مجتمعون بهذا العدد الكبير. فأرغب في أن تجتمعوا غالباً في صلاة مشتركة ترفعونها الى إبني، ساعدوهم على معرفة هذا الحب، ساعدوني كأنني أمٌّ لكل واحد منكم . أولادي كم مرة سبق لي أن دعوتكم، في مديغورييه، للصلاة، وسأستمر في دعوتكم! ….. . كما قالت في 18 آذار سنة 1989: ” مرة أخرى أتوسل إليكم. صلّوا لتساعدوا بصلواتكم غير المؤمنين المحرومين من نعمة معرفة الله في قلوبهم بإيمان حي…. وأمنيتي هي تحذيركم جميعاً فحسب كما تحذر الأم أولادها . أرجوكم صلّوا على نيّة الذين يجهلون الأسرار. أود أن أخبركم كم أتألم من أجل الجميع لأنني أمُّ الجميع”. تقول ميريانا أن هذه أهم وأول نيّة علينا الصلاة من أجلها.

المرضى: طلبت السيدة العذراء من ياكوف وفيتسكا الصلاة من أجل المرضى. قالت العذراء للشاهدة ميريانا في صيف 1991: عندما يكون لديكم مريض صلّوا على نواياهم وقوموا بتضحيات من أجلهم، وأنا أعتني بالمريض”. في 9 شباط 1982، قالت السيدة العذراء: “صلّوا لأجل جميع المرضى، آمنوا إيماناً لا يتزعزع. سأنجد بقدر ما لي من سلطان. سأسال ابني يسوع أن يساعدهم والأهم من ذلك أن يبقى الإيمان راسخ…”. وقد أجابت السيدة العذراء على سؤال الشهود حول الشفاءات: “بالنسبة للمرضى من المهم جداً أن تتلى لأجلهم الصلوات  التالية: ” قانون الإيمان وسبع مرات “الأبانا” و “السلام” و “المجد”ومن ثم الصيام عدا عن الخبز والماء. ومن المفيد وضع الأيدي على المرضى والصلاة من أجل شفائهم. ومن المفيد كذلك أن يمشح المريض بالزيت المقدس. لم يُمنح جميع الكهنة موهبة الشفاء، ولكن من ينال هذه الموهبة عليه أن يثابر على الصلاة وأن يؤمن إيماناً راسخاً”.

الأنفس المطهريّة: أوصت السيدة العذراء الشاهدة ماريا بالصلاة من أجل الأنفس المطهريّة. في 21 تموز 1982 أجابت على السؤال حول المطهر: “في المطهر نفوس كثيرة، وفيه حتى أشخاص مكرّسون لله: كهنة وراهبات. صلّوا لأجلهم على الأقل سيع مرات “الأبانا” و “السلام” و “المجد” و “قانون الإيمان”. أوصيكم بهذه الصلاة، لأن هناك نفوساً كثيرة في المطهر منذ زمن طويل، ولا أحد صلّى من أجلها”. كما قالت في 6 تشرين الثاني 1986: “أولادي الأحبة، اليوم أسالكم أن تصلّوا، يوماً بعد يوم للأنفس المطهرية. فكل نفس بحاجةٍ الى الصلاة والى النعمة لتصل الى الله والى قلبه. بصلاتكم هذه، يا أولادي الأحبة، سيكون لكم، بدوركم شفعاء يعضدونكم في حياتكم”.

الأسلحة الروحية:

تطلب السيدة العذراء أن نتسلّح بالوسائل التالية لنصدّ مكائد إبليس وهي:  الصلاة الوردية: “صلّوا، صلّوا صلّوا، فالصلاة هي أساس السلام”. الصوم: “ليصم الناس صياماً صارماً يومي الأربعاء والجمعة”. “خير صوم هو الاكتفاء بالخبز والماء”. قراءة الكتاب المقدس: كل يوم. “لقد نسيتم قراءة الكتاب المقدس”. الإعتراف: مرة في الشهر. “في الاعتراف تنال نعماً كثيرة”. الإفخارستيا (القداس). “القداس الإلهي هو ذروة الصلاة”.

السيدة العذراء تعطي ” الشهود” رسائل لنقلها للرعية والعالم. إنها بصورة رئيسية موجهة للسلام، الإيمان، الإرتداد، الصلاة والصوم. على أبناء الرعية والحجّاج أن يصبحوا شهوداً لظهورات السيدة العذراء ورسائلها أولاً ثم مع “الشهود” ، ينضّمون إليها بإدراك مخطط الإرتداد للعالم والمصالحة مع الله.