full screen background image

المناعة الروحية

92

الاخت كلارا

نسعى اليوم جاهدين لتقوية مناعتنا الجسدية لمقاومة الأمراض التي تهدد صحتنا. نسمع عن ارتفاع أسعار الطعام والدواء والعقاقير، فنشتريها لمعالجة أجسادنا وحمايتها. لكن قليلين هم من يفكرون فيما يقوي مناعة النفس، تلك المناعة التي لا تُشترى بالمال، بل تُكتسب بالصلاة وراحة الضمير. يسوع، الطبيب الإلهي الحقيقي، يُعطينا الدواء مجانًا: التوبة الصادقة، والرحمة بالآخرين، وغفران ذنوبهم، والمحبة الصادقة لهم. هذه هي الأدوية التي تُقوي مناعتنا الروحية وتحمينا من ضعف القلب والروح.

يُذكرنا الرب بوجود مناعة أخرى، أعمق من المناعة الجسدية، نحتاجها لمواجهة الظروف الصعبة والأزمات اليومية. كلمته تُعطى لنا في مواسم الطقوس المباركة، حيث يفتح لنا طريقًا للعودة إليه كأبناء مُحبين بعد كل سقطة. التحديات كثيرة، وقد يفقد الإنسان السلام والفرح إذا ضعفت مناعته الروحية. لذلك، نحن مدعوون لتقويتها بالتوبة والرجوع إلى الله والمحبة وخدمة الآخرين.

وأخيرًا، أشارككم تجربتي الشخصية: خلال مرضي المزمن، أدركتُ أن مناعتي الجسدية لن تقوى ما لم أعمل أولًا على تقوية مناعتي الروحية. اكتشفتُ أن التحرر من قيود الجسد والحزن والتشاؤم دفعني إلى الغوص في أعماق كياني، حيث تكمن الروح والفرح والأمل. هناك فقط تقوى مناعتي الروحية حقًا، وانعكست هذه القوة في جسدي وروحي.

شكرًا لكم، وشكرًا لكل من يقرأ هذا التأمل. عسى أن نتشارك جميعًا نعمة المناعة الروحية التي يمنحها الرب بسخاء