full screen background image

عيد تأسيس رهبانيتنا العزيزة رهبانية بنات مريم الكلدانيات (2024)

114

الاخت مارتينا

في هذا اليوم من كل عام تحتفل رهبانيتنا العزيزة بعيد تأسيسها على يد المؤسس الأب الخوري أنطون زبوني في (7 آب 1922) وبعد مرور أكثر من مائة عام على تأسيسها أحب وبكل فخر أن أكتب هذا الموضوع البسيط عن رهبانيتي وعن تأسيسها وبدء تكوينها في البداية كنواة صغيرة متكونة من ثمانِ فتيات كرسن أنفسهن لخدمة الرب والكنيسة وجميع المؤمنين بالرب من الشعب المسيحي تكونت الرهبانية كبذرة صغيرة ونمت فأصبحت شجرة كبيرة ومثمرة وسوف أنطلق من الكتاب المقدس للكلام عن الرهبانية وتكوينها ونموها وثباتها إلى يومنا هذا.

يخبرنا الكتاب المقدس عن مثل الزارع الذي كلم بهِ ربنا يسوع الجمع الذي إزدحمَ عليهِ، ويتحدث المثل عن أنواع مختلفة من التربة (متى13: 1_ 9)، ويقدم لنا يسوع مثلين آخرين يخبراننا عن نمو ملكوت الله. المثل الأول يتحدث عن البذرة التي تنمو في الخفاء، والثاني هو مثل حبة الخردل، البذرة الصغيرة التي تنمو لتصبح شجيرة كبيرة (رهبانية بنات مريم الكلدانيات). إن المزارع (الآب المؤسس) يعد الأرض (الرهبانية) ويزرع البذرة، ولكنهُ لا يعرف كيف ستنمو هذهِ البذرة فهناك طاقة سرية تعمل وهي طاقة غير مرئية لأعيننا ولكنها أقوى من الأشياء التي نستطيع أن نراها وندركها. تنمو البذرة بينما يقوم المزارع بعملهِ يوماً بعد يوم ويأتي اليوم الذي تنضج فيهِ الحبوب، ولم يفعل المزارع شيئاً لمساعدة البذرة على النمو لأن يد الرب هي الطاقة الخفية التي تساعد البذرة والحبوب على النضوج لتصبح شجيرة كبيرة ومزدهرة بالثمار الوفيرة والجيدة. قد لا يكون للمزارع دور في نمو البذرة، ولكنهُ يستطيع أن يرى العلامات التي تشير إلى أن الوقت قد حان للحصاد وهو يعلم أن مسؤوليتهِ هي القيام بذلك على الفور حتى لا تضيع الثمار. يقول القديس بولس الرسول وهو مدركاً تماماً لذلك فكتب: “زرعتُ البذرة، وسقاها أبلوس، لكن الله كان ينميها” (1كو3: 6). فزرع المؤسس البذرة، وسقتها أخواتنا الراهبات منذُ البداية ولازلن يسقينها إلى اليوم بالعمل والخدمة بجهود الأم الرئيسة وبقية الراهبات في الرهبانية، وربنا وإلهنا هو الذي ينميها لتصبح نبتة هائلة. إن الله لديهِ طريقة لإخراج أشياء عظيمة من بدايات متواضعة ، بداياتنا كانت متواضعة وبسيطة لكننا الآن في نمو في داخل كنيستنا الكلدنية. في زراعة البذرة نفهم أنهُ سيكون هناك حصاد نكون فيهِ مسؤولين عما أعطيناهُ، وأن حياتنا الجديدة في المسيح بدأت في شكل بذرة لديها كل الخصائص والقدرات التي ستتمتع بها على الإطلاق ولكن فقط في شكل دقيق يجب أن تنمو وتختبر الحياة لإنتاج النتيجة النهائية. يقول القديس فرنسيس دي سال: “يجب أن نكون مستعدين لرؤية الأعشاب الضارة التي تنمو في حديقتنا وأن نتحلى بالشجاعة لأقتلاعها. فحياتنا الرهبانية خلال المئة عام التي مضت نمت في جو وتربة مليئة بالأشواك والأعشاب الضارة التي حاولت وتحاول خنقها لكن من خلال عمل وتعب وسهر الأخوات على الرهبانية والصلاة إلى الرب الإله كيما ينمي هذهِ البذرة ويحميها من تقلبات الزمن والأشواك والأعشاب الضارة ويجعلها “تنمو بتربة طيبة صالحة فيعطي بعضها مئة، وبعضها ستين وبعضها ثلاثين” (متى13: 8). لذا هناك رمز لحقيقة مفادها أن الرهبانية تبدأ ببذرة صغيرة وصغيرة جداً ثم تكبر وتصبح شجرة كبيرة، ثم تنتشر وتنتشر وتنتشر في جميع أنحاء العالم، لأن هذهِ البذرة الصغيرة التي بدأت مع المؤسس أنطون زبوني المؤسس الفذ والذخر الروحي لجميع الراهبات على مدار المئة عام أصبحت هذهِ الشجرة العظيمة الموجودة في كنيستنا الكلدانية تنتشر في العراق والعالم. فكل عام ورهبانيتنا العزيزة بألف ألف خير نبارك لنا ولكم عيد تأسيس رهبانيتنا بشخص أمنا العزيزة الرئيسة العامة (الأم نِعم كمورة) وجميع الأخوات الراهبات عيدكم مبارك جميعاً أخواتي العزيزات.