الأخت مارتينا
تأمل
إن الكنيسة لقبت أمنا القديسة مريم لقب سيدة السلام، وسلطانة السلام. لعدة أسباب ومنها لأن مريم هي والدة ملك السلام الذي صالح السماء والأرض ابنها الإلهي يسوع المسيح. مريم هي شفيعتنا عند الله لننال روح المحبة والوحدة والمصالحة، هي أنسانة في سلام مع نفسها ومع الله. إن إكرام أمنا العذراء سيدة ملكة السلام يؤكد دور العذراء مريم كصانعة سلام وشفاعتها من السلام في العالم. وهو تذكير بالبعد الروحي للنضال من أجل السلام والدعوة إلى الصلاة والإرتداد، إن رسالة ظهورات مريم العذراء هي رسالة سلام ومصالحة، إنها تدعو المؤمنين إلى التحول والصلاة من أجل السلام وعيش حياة القداسة. السلام هو بركة يسوع المسيح وليس العالم، والسعي وراء السلام ينطوي على المعاناة والإضطهاد. ومريم ولدت رئيس السلام، إنهُ سلام القلب الذي يطرد القلق والخوف، لأنهُ ثمرة التعليم الكامل الذي يقدمهُ لنا الروح القدس ويشاركنا فرح الرجاء السماوي. نحنُ بحاجة للصلاة من السلام ، فالكنيسة تخوض معركة السلام من خلال الصلاة، لأن الصلاة تفتح القلب ليس فقط لعلاقة عميقة مع الله، بل أيضاً للقاء مع الآخرين يتسم الإحترام والتفاهم والتقدير والمحبة. الصلاة تغرس فينا الإقتناع والشجاعة لنكون صانعي سلام، ولنعيش تطويب يسو: “طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون”. السلام هو صفة أساسية من صفات الله. عندما بشر الملاك جبرائيل أمنا القديسة مريم بأنها ستحبل وتلد ابناً، ابن العلي قال الملاك جبرائيل لمريم: “إن الرب الإله سيعطي ابنا كرسي داؤد أبيهِ، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولن يكون لملكهِ نهاية”. إن مملكة ابنها المسيح يسوع هي مملكة سلام، يسوع هو سلامنا. وهو يهب لنا السلام، السلام ليس مجرد غياب الحرب. إنها ثمرة العدالة والمحبة. نحنُ جميعاً مدعوون ومسؤولون عن تعزيز السلام في العالم: في عائلاتنا ومجتمعاتناوفي العالم. يجب أولاً أن يتجذر السلام بعمق في قلوبنا ثم ينتشر إلى عائلاتنا والآخرين، لا يمكن لثقافة السلام الحقيقية أن تنمو في العالم إلا عندما يكون هناك احترام للعدالة وعندما يكون هناك حب في قلوب الناس. أمنا مريم ملكة السلام هي التي ترغب في الخدمة والتي ترغب في خدمة المصالحة والسلام الذي يحملهُ المسيح ابنها إلى العالم. إن أم ملك السلام ترغب في الخدمة والتشفع كيما يسود سلام ابنها في حياتنا وفي عالمنا.
قصة
أعادت اليد المبتورة لـ«القديس الفنان» فرسمها بـ3 أيدٍ
إذا استقللت وسيلة مواصلات واتجهت بها إلى الصعيد، ونزلت فى أولى محطاته بنى سويف، وتحديدًا فى منطقة «بياض العرب»، يمكنك هناك أن تزور دير السيدة مريم العذراء، المعروف باسم “دير بياض” أو “دير العدرا بياض“. وفى الدير الذى يشرف عليه الأنبا غبريال، أسقف بنى سويف، توجد أيقونة “يد المعونة”، التى تظهر فيها السيدة العذراء بـ٣ أيدٍ. بسؤال الشماس مينا جرجس، الخادم فى إيبارشية بنى سويف، عن تلك الصورة، قال إنها “صورة تاريخية وأثرية، رسمها الفنان والقديس يوحنا الدمشقى، على جدران زنزانته حينما كان مسجونًا.” وعن سبب سجن القديس يوحنا، بَيّن (جرجس) أن أحد الأباطرة الرومان أصدر فى فترة ما قرارًا بتحريم رسم “الأيقونات”، وعمل على حرق الموجود منها، لكن القديس يوحنا، الذى كان فنانًا يحترف الرسم، على غرار القديس لوقا الإنجيلى، تمسك برسم الأيقونات المسيحية، فتم اعتقاله واتهامه بكسر أوامر الإمبراطور وحبسه. ومع ذلك واصل القديس يوحنا الرسم، حتى بعد إلقائه فى السجن، فأمر الإمبراطور الرومانى بقطع يد القديس، لمنعه من الرسم، ونفذ ذلك بالفعل، لكن القديس المعتقل وهو يرسم “أيقونة” للسيدة العذراء، لم يكملها بسبب قطع يده حينها، فوجئ بخروج يد من “الأيقونة” نجحت فى شفائه وأعادت له يده المبتورة، وفق ما تقول الكتب التاريخية المسيحية. فما كان من القديس يوحنا الدمشقى إلا أن أكمل رسم “الأيقونة” على أفضل وجه، ورسم يدًا ثالثة للسيدة العذراء، لتذكير كل من يراها بأن “أم النور” تعين المحتاجين والمتضرعين إليها.
صلاة: يا مريم ملكة السلام، إمنحينا السلام في قلوبنا، ونطلب شفاعتكِ من أجل السلام في عائلاتنا ومجتمعاتنا وبلداننا، نطلب حمايتكِ وإرشادكِ في أوقات الحرب والصراع، كيما يعرف الجميع محبة ورحمة ابنكِ يسوع المسيح، ساعدينا لنكون أدوات للسلام في عالم يحتاج إلى السلام بشدة. أسهري علينا وأحمينا بحبك الأمومي الآن وإلى الأبد آمين.