full screen background image

اليوم السابع والعشرون: مريم باب السماء

182

الاخت مارتينا

تأمل

إن تجسد الرب هو الطريق الذي فتح السماء والأرض بين الظلمة والنور، بين الإنسان والإله. يسوع المسيح هو “الطريق والحق والحياة” ومن خلالهِ نستطيع أن ندخل إلى حضرة الله في السماء. مريم عندما تنفتح على الروح القدس تصبح هي الباب بين السماء والأرض بها جاء الله إلى بالتجسد وبواسطة المسيح يمكن للبشرية أن تدخل السماء. يخبرنا الطوباوي جون هنري نيومان: “أن لقب باب السماء أُعطي لمريم لأنهُ، من خلالها تجسد ربنا ونزل من السماء إلى الأرض”. يقول النبي حزقيال وهو يتنبأ عن مريم: “هذا الباب يكونُ مغلقاً، لا يُفتح ولا يدخُل منهُ أحدٌ” (حزقيال44: 2)، وقد تحقق هذا ليس فقط في أن ربنا تجسد منها وصار ابناً، بل أيضاً في أن لها مكاناً في التدبير الخلاصي. كان من المناسب إذن من رحمة الله أنهُ كما بدأت المرأة “حواء” دمار العالم هكذا ينبغي للمرأة أيضاً أن تبدأ شفاءهُ وكما فتحت حواء الطريق لفعل آدم الأول القاتل، كذلك ينبغي لمريم أن تفتح الطريق من أجل الإنجاز العظيم لآدم الثاني ، أي ربنا “يسوع المسيح”، الذي جاء ليخلص العالم بموتهِ على الصليب من أجلنا نحنُ البشر. ولذلك يدعو آباء الكنيسة والقديسين “مريم العذراء” حواء الثانية وأفضل لأنها خطت الخطوة الأولى في خلاص البشرية. يدعونا القديس بولس “أن نقدم أجسادنا لله خدمة معقولة”. يجب علينا أن لا نصلي بشفاهنا ونصوم ونقوم بالتوبة الخارجية ونكون عفيفين في أجسادنا فقط، ولكن يجب أن نكون مطيعين وأنقياء في أذهاننا، مثل أمنا القديسة مريم التي كانت مطيعة ونقية في إنقيادها لمشيئة الله والعمل بها وتعهدت بطيب خاطر وبفهم كامل أن تكون أم ربنا. يقول القديس مار أفرام السرياني: “بقوة الله صار رحم مريم قادر على أن يحمل ذاك الذي يحمل كل شيء، من الخزائن العظيمة لكل الخليقة”، من دور مريم كوسيطة للنِعم باعتبارها الباب الذي يمكن أن تنزل من السماء بركاتها على الأرض، إن مثابرة إيماننا هي التي تفتح أبواب قلوبنا على مصراعيها للسماح للمخلص وعطاياهُ بالمرور وقوة إيماننا هي التي تسمح للرب أن يستمر بإغداق نعمهِ علينا. لذا تذكرنا مريم بدعوتنا كقنوات للنعمة، وتشير إلى أننا فعالون بقدر ما ننمي في أنفسنا نفس رغبات قلب الله. وتعلمنا أيضاً أنهُ لا ينبغي لنا أن نمل أبداً من الصلاة، لأن محبة الله لا تقاوم. عاجلاً أم أجلاً سوف ينكسر قلب الإنسان، مالم تكن هناك رغبة شريرة جداً في رفضهِ تماماً. لذا فإن مريم بقولها للملاك: “ها أنا آمة الرب الرب فليكن لي حسب قولك” بهذهِ الموافقة أصبحت مريم باب السماء.

قصة

            في يوم 25 ديسمبر سنة 1937 كان حفيدي الصغير عدلي حنا سلامه من ســــنة يومئذ شهرين تقريباً حدث له اختناق بينما كانت أمه تعطيه بعض السوائل لتغذيـته فأغمي عليه، وبعد برهة صغيرة تغيرت هيئة وجهه وأصبح لون جسمه أزرق دليل علي أنه اختنق تماماً وسائر في طريق الموت … واستدعينا السيد الدكتور عزيز بشاي بشبرا مصر، وقام با لـكـشف عليه وبعـد وقت ليس بقــصير قــرر أن الولد في في حالة غيبوبة ولا يوجد عنده أمل في شفائه وأرسل في طلب جهاز التنفس الصناعي، وقبل المساءا ستدعـينا القمـص عـبد المسيح سعد راعي كنيــسـة أبو سيفين لتعميده، ولما شرع في ممارسة التعـميد فحص الولد وقال لي كيف أعمده وهو ميت – وحقاً علامات الموت قد ظهرت علي الـولد وأخذته وهو في هذه الحالة المـؤلمة ووقـفت وهـو علي يدي أمام أيقونة السيدة العذراء التي بمنزلنا وصرت أتضرع للرب يسوع وأستغيت في مراحمه متوسلاً مـن أمــه الحنون أن تشفع لـدي ابنها أن يقيم هذا الطفل من هذه الشدة , ومنذ الساعة الحاديـة عشرة صباحاً حتي الخامسة مساءاً كانت أم الطفـل تبكي بكـــاءاً مـراً وتتوسل وتطلب من مراحـم الرب يسوع أن يشفي هذا الطفل ولم تترك الصلاة طيلة هـذه المدة ,وبغتة نظرت في قدم الطفل فوجدت منظراً مدهشاً إذ رأت خطاً أحمـر اللون يسير ببطئ في كف قدمه وألفتت نظر القمص عبد المسيح لذلك فأستغرب وصرخ قائلاً يا سـت يا أم ا لنور أظهـري أعجـوبة فـي هذا الطفل وحيد والديه وردي فيه الحياة، ولما عمده جناب الأب الورع إذا بالولد يتحرك فجـأة بـعد أن مضي عليه ست ساعات لايبدي فيها أي حركة وتقيأ كمية من الـدم ليست بقليلة وعادت إليه الحياة ببركة وشفاعـة القديسة الطاهرة السـيدة العذراء أم الـنور الحقيقي . وتلاحقنا أم النور بشفاعتها مع هذا الطفل أيضاً في معجـزتها الثانية فقد حدث له وعمره ستة أشهر أنه كان يلعب بدبوس كبير انجليزي يفتـح ويغلق وكان معلقاً به خرز وقلب من معـد ن ووضعه في فمه وفجأة ابتلع الطفـل الـدبـوس وصار يبكي فأخذه والده للدكتور منير نعمة الله فقال إذا لم ينزل منه الدبوس لغاية باكر صباحاً فأستحضره لكي أقوم بعمل عملية أشق بها بطنه واستخرج الدبـوس مــنه لأني أخشي أن يكون الدبوس أثناء بلعه انفتح وطرفه المدبب يكون قد انغـرس في معدته أو مصرانه . فعاد أبوه حزيناً باكياً على ما آلت حالة ابنه هذا … فأخذته أنا بنفسي وحملته الخادمة وذهبت فوراً  إلي دير العـزباوية القريب من الدار البطريركية ووقـفـت أمام أيقـونة السيدة العـذراء البتول أم النور وتوسلت إلـيها بحرارة بالغة ونذرت نذراً , وأخذت الولد من الخادمة وطرحته عـلي الأيقونة الطاهـــرة قائلاً : ” أنا مُسَلم لك يا ستي هذا الولد حفيدي, مُدي يدك وألمسـيه فيشفي , فجاء المتنيح الطيب الذكر القمص فـلتاؤوس رئيس ديـر العـذراء السريان وقال لي لا تخف يا ولدي ما أنت تؤمن بان الله قادر أن يشفيه بشفاعــة أم النـور مريم وقد أحضرته إلي هنا، فثق أنه سيشفي حالاً من مرضه وسينزل الدبوس اليوم بدون حاجة لإجراء عملية لشق بطنه لا سمح الله، ودهنه بالزيت المقــــدس من القنديل المضاء أمام صورة أم النور ليلاً ونهاراً، ولما عـدنا للمنزل أراد الله أن الـدبوس ينزل بكل راحة وما أن نزل الـدبوس حتي انـفتـح في نفس اللحظة… فشكر الله شكرًا عظيماً ولا يزال يعمل تمجيداً بالعزباوية في يوم “25 ديسمبر” من كل سنة تذكاراً لهذه الأعجوبة التي تمت في مثل هذا اليوم .  

صلاة: يا مريم أمنا القديسة العذراء المباركة يا باب السماء. يا سبب فرحنا اختارك الثالوث الأقدس لتكوني أم الكلمة المتجسد وأمنا، أنتِ حياتنا وعذوبتنا ورجاءنا، أنتِ شفيعتنا على عرش الرحمة بشفاعتكِ أنقذتينا وتنقذينا دائماً من الشيطان، ساعدينا في احتياجاتنا علمينا الصبر في أحتمالات صليبنا اليومي لنُكفر عن خطايانا بشفاعتكِ الدائمة آمين.