full screen background image

اليوم اثامن عشر : المسبحة الوردية (أسرار النور)

193

الاخت مارتينا

تأمل

القسم الأخر الذي نتأمل من خلال في المسبحة الوردية هي أسرار النور، وتصلى هذهِ الأسرار يوم الخميس، وهي الأسرار التي أضافها البابا القديس يوحنا بولس الثاني إلى المسبحة. هذه الأسرار هي  كالنور في حياة مريم فبها شعّ نجم القدّوس البار يسوع المسيح. ما دمت في العالم فأنا نور العالم.” إن كلمات يسوع هذه من إنجيل القديس يوحنا أعطت دافعاً لإضافة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في عام 2002 خمسة أسرار جديدة للوردية المقدسة. لم يكن هدفه من القيام بذلك هو الابتكار، بل مساعدتنا في إعطاء اهتمام جدي لجوانب حياة يسوع التي لم تكن مدرجة في أسرار الوردية الخمسة عشر التقليدية ولكنها مفيدة بشكل خاص لأوقاتنا المضطربة. تُركز أسرار النور هذه، بشكل خاص على أسرار المعمودية والتثبيت والزواج والكهنوت والافخارستيا المقدسة: معمودية يسوع على يدي يوحنا المعمدان، وعيد الزواج في قانا، والحياة العامة والمعجزات التي حدثت. وحضر الكرازة بالرب وتجليه مع موسى وإيليا تأكيداً لدوره الفريد في خلاصنا، وتأسيس الإفخارستيا. يأمل من خلالها البابا أن تجلب هذه التأملات حياة جديدة واهتمامًا متجددًا بالوردية ومكانتها ضمن الروحانية المسيحية كمدخل إلى قلب المسيح، محيط الفرح والنور والمعاناة والمجد. “المسبحة الوردية هي كتاب العميان، حيثُ ترى النفوس من خلالها أعظم دراما حب عرفها العالم عل الإطلاق، إنها كتاب البسطاء، الذي يُدخلهم في أسرار ومعرفة أكثر إشباعاً من تعليم الآخرين، إنها كتاب الشيوخ الذين تغمض عيونهم في ظل هذا العالم وتنفتح على جوهر الأبدية إن قوة الوردية تفوق الوصف” (رئيس الأساقفة فولتون جيه شين). إن أسرار النور موضوعة بين أسرار الفرح وأسرار الحزن، حيثُ أن كل سر من أسرار النور يسلط الضوء على جانب مهم من رسالة ربنا يسوع المسيح: فهو ابن الآب، صانع المعجزات، مبشر بالملكوت، ابن الله المتجلي، والخبز الحي أو الحضور الإفخارستي. فهو نور الله لهذا العالم.

قصة

شاب فرنسي ذكي يدرس مادّة العلوم في الجامعة، لكنه لا يؤمن بالله ولا بأي نوع من أنواع الصلاة. دخل يوما ما كنيسة من كنائس باريس ليتفرّج على اللوحات الفنّية والرسومات، وراح يتجوّل في مختلف جوانب الكنيسة. سمع أثناء تجواله همسًا ضعيفًا يأتي من بعيد. فاتجه صوب الصوت يريد أن يتعرّف على مصدره. فتبيّن ظلّ إنسان في الظلمة مختبئًا وراء أحد الأعمدة. فسار إليه على طرف أصابعه، حتى إذا وصل إليه وحدّق فيه جمد في مكانه متعجباً… رأى معلّمه الكبير في مادة العلوم، العالم أمبير راكعاً يتلو المسبحة الوردية. كانت هذه الحادثة بداية تغيير حياة عند الشاب، وأصبح اليوم طوباويّا وهو أوزانام مؤسس جمعية مار منصور مع القديس منصور دي بول. كان يقول: “إن مسبحة أستاذي أمبير أثّرت فيّ أكثر من كل الكتب والمواعظ!”

صلاة: يا ربنا وإلهنا أعطنا من خلال ابنك الوحيد في حياتهِ وموتهِ وقيامتهِ. أن نعلم كيف نتأمل في أسرار المسبحة الوردية المقدسة لأمنا القديسة والدة الله مريم العذراء، وأمنحنا من خلالها مواهب الروح القدس والنعمة في رؤية وجهك في الملكوت السماوي آمين.