الاخت مارتينا
تأمل
تقسم المسبحة الوردية إلى أربعة أقسام: (الفرح، النور، الحزن، المجد)، وكلها تأملاً في حياة المسيح من خلال العذراء، فكما قال الإنجيلي لوقا: “بأنها كانت تحفظ كل ذلك في قلبها”. نعم مريم كانت تحفظ أعمال ابنها الإلهي في قلبها متأملة مجد الله في ابنها ابن القدوس.
تأملنا اليوم سيكون في أسرار الفرح التي تصلى في يومي (الأثنين والسبت) في هذهِ الأسرار نرى كيف طبعت علاقة مريم بابنها الإلهي فكانت فرحاً ما بعدهُ فرح. فيها مريم فرحت فرحاً عظيماً لما بشرها الملاك جبرائيل بالحبل الإلهي فكانت نعمُها كمزمور تنشدهُ أمام عظمة الله. الله يريد لنا أن يكون الفرح الكامل، لقد خلقنا من أجل ذلك لقد جاء يسوع لكي ننعم بالفرح الكامل: قلتُ لكم هذا ليكون فرحي فيكم ويكمل فرحكم” (يوحنا 15: 11) تحتفل أسرار الفرح بدخول الفرح إلى العالم، عندما دخل الله إلى فوضى العالم بسبب محبتهِ الفائقة لنا.
حيثُ يوجد يسوع يوجد السلام الحقيقي والفرح نعم يمكننا أن نجد يسوع بطرق عديدة متنوعة: (الكتاب المقدس، الصلاة الشخصية، التأمل في أسرار الوردية المقدسة، الكنيسة، الأسرار المقدسة) “أن التأمل في أسرار الفرح… هو الدخول في الأسباب النهائية والمعنى الحقيقي للفرح المسيحي” (البابا القديس يوحنا بولس الثاني) يخبرنا العالم أن الفرح والسلام ممكنان فقط عندما يكون كل شيء على ما يرام، وعندما تنتهي جميع المهام. ومع ذلك، إذا نظرنا إلى حياة يسوع ومريم ويوسف، التي تنعكس في أسرار الوردية أسرار الفرح، فإننا نعلم أن أعظم الأفراح جاءت من خلال النضال، من خلال الألم، عندما كان كل شيء بعيدًا عن الكمال. من خلال أسرار الفرح، يعطينا الله لمحة عن كيفية التغلب على التجارب التي يواجهها كل واحد منا في هذا العالم.
قصة
في برشلونة كانت امرأة شابة منضمة الى اخوية الوردية تتلو يومياً صلاتها بتقوى، وتطلب بشكل خاص من العذراء ان تخلصها من كل خطر. فقد كان زوجها عنيفا، كثير الشكوك والغيرة، يتهمها من دون اي سبب بعدم الامانة. انتهى به الاقتناع بأن امرأته مذنبة، فقرر غاضبا في ليلة، ان يقتلها منتقما. فأخذ السكين ودفعها على الارض وتحضّر ليطعنها بعنف. اما هي ففي قلب قلقها واضطرابها، لم تنس ان تستغيث بسيدة الوردية التي تتعبد لها، طالبة منها ان تُظهر له براءتها. رفع الزوج السكين وبدأ يطعن امرأته من دون ان يكترث للعواقب، فيا للدهشة، الحديد الذي اخترق ملابسها ولمس جسدها، قد التوى على نفسه كشمع ليّن، ثم ضربه على صدره، جارحا اياه جرحا طفيفا. لمست هذه الاعجوبة قلبه فذرف الدموع، وطلب السماح من زوجته على شكوكه الظالمة وعنفه. في اليوم التالي اسرع بالمجيء الى مذبح الاخوة المبشرين بالوردية، وشكر العذراء على عنايتها بزوجته. ثم انضم الى الاخوية واصبح من اكثر اعضائها تقوى. هذا الحدث تم في حزيران 1550. السكين الملتوي قد عُلِّق على حائط الكنيسة تذكارا للأعجوبة. لتكن صلاة الوردية السلاح الذي من خلاله ندافع عن ذواتنا، ولنتخلّى عن كل شكوكنا الباطلة.
صلاة: يا أم المعونة الدائمة، إمنحيني القدرة على استدعاء إسمك الأقوى، الذي هو حماية الأحياء وخلاص الأموات. يا مريم الطاهرة، يا مريم الحلوة، ليكن اسمك من الآن فصاعدا على شفتي إلى الأبد. لا تتأخري أيتها السيدة المباركة عن مساعدتي عندما أدعوك، لأنه في كل احتياجاتي، وفي كل تجاربي، لن أتوقف أبدًا عن دعوتك، مكررة دائمًا اسمك المقدس، مريم أم المعونة. آمين