الاخت مارتينا
تأمل
الحقيقتان البارزتان كقمم الجبال في سلسلة الإعلان عن والدتنا القديسة العذراء مريم والتي تتجمع حولهما كل الحقائق الأخرى، هما أمومتها الإلهية وكمال نعمتها. إن اللقب الأعظم لمريم العذراء هو “والدة الإله” ولهذا السبب خُلقت “مملوءة نعمة” مريم يدعوها القديس أوغسطينوس وهي بالفعل “صورة الله الحية” ففيها وحدها تشكل الإله الإنسان في طبيعتهِ البشرية دون أن يفقد أي سمة من سمات اللاهوت ففيها وحدها، بنعمة يسوع المسيح أصبح الإنسان شبيهاً بالإله بقدر ما تستطيع الطبيعة البشرية ذلك. إن مريم استحقت حقاً أن تصبح والدة الإله “إن العذراء القديسة أستحقت أن تحمل سيد الكل ليس لأنها أستحقت تجسدهِ، بل لأنها أستحقت بالنعمة”، “لقد نالت النِعم لدرجة أنها مؤهلة لأن تكون والدة الإله” (القديس توما الأكويني). الله الآب جمع المياه كلها فسماهاالبحر ، وجمع كل نعمة ودعاها مريم هذا الإله العظيم لديهِ كنز غني للغاية، وقد وضع فيهِ كل ما لديهِ من جمال وبهاء ونادر ونفيس بما في ذلك ابنهِ الوحيد وهذا الكنز الهائل ليس سوى مريم التي أطلق عليها القديسون أسم “كنز الرب الذي مِلئهُ يغني جميع الناس”، مريم هي سيدة كل النِعم الإلهية. فمن أراد الحصول على النِعم فليلجأ إلى مريم، ومن يلجأ إلى مريم يجب أن يكون واثقاً بأنهُ سيحصل على كل النِعم التي يريدها. إذن نحنُ جميعنا نتفق على أنهُ من المناسب بل والضروري أن نطلق على مريم والدة الله أسم “والدة االله”. والدة الإله تعني التي ولدت من هو الله، فمن الضروري أن نسمي مريم أم يسوع، أم الله لأن هذهِ الكلمة تعني أولاً تمجيد يسوع المسيح، وبعد ذلك فقط إلى تكريم مريم، وفي الواقعىفي نشيد التعظيم مريم لم تمجد نفسها بل مجدت الله وحدهُ. “بمريم لدينا وساطة خاصة واستثنائية لقد أعدها يسوع المسيح بشكل أكمل لتصبح لجميع الناس “والدتهم بالنعمة” (القديس البابا يوحنا بولس الثاني، أم الفادي).
قصة
إن مؤسسة “الماء الحي” التابعة لجمعية المرسلين قد افتتحت فرعاً في ليما واستثمرت في مطعم. في أحد الأيام حجزت عائلة أجمل مائدة لتحتفل باليوبيل الأربعين لزواج الوالدين في جو من السعادة. عَلِمَ المُشرف على المطعم إن ربَّ الأسرة مصاباً بسرطان في الحُنجرة فضاعف الإهتمام فيهم وأسرفَّ في تكريمهم. في نهاية الوجبة فاجأهم بوضع حمامتين من الزجاج مصحوبتين بصورة السيدة العذراء ووضعها على المائدة. صفّق جميع الموجودين في المطعم وأنشدوا “السلام عليك يا مريم”. وهنأوا الزوجين. فقال لهم الإبن البكر بخجلٍ لكننا يهود. وقد تأثر جميع أفراد العائلة عندما سمِعوا الجميع يصلّون من أجلهم. في اليوم التالي رجع الإبن البكر إلى المطعم في الصباح حاملا باقة رائعة من الزنبق الأبيض وقال: هذه الزهور هي للسيدة العذراء تعبيراً عن شكرنا لها. فقد بلغ سرور والديّ بسهرة الأمس وكان كل حديثهما هذا الصباح حول مؤسسة الماء الحي. وقال والدي الذي هو في الواقع ملحد لو استطعت لأنشدت للسيدة العذراء مع الآخرين! وتتالت الأيام والشهور وبين الفينة والفينة كان إبن الأسرة البكر يتوقف في مركز الماء الحي كي يضع باقات من الزهور عند أقدام السيدة العذراء ويلتمس الصلاة من أجلِ والدهِ الذي كانت حالته تتفاقم سوءاً .في نهاية شهر تموز وقد مر سنة ونصف على الإحتفال باليوبيل في المطعم، قال الإبن للمشرفين في المؤسسة: لقد أمسى والدي على شفا الموت، فأرجوكم أن تكثّفوا الصلاة من أجله. فوعدوه بذلك.
عاد إليهم في عيد سيدة الوردية وروى لهم: “هل تذكرون زيارتي الأخيرة ؟ في ذلك اليوم عينه دخل والدي مرحلة النزاع. وفي اضطرابي وحيرتي أخذت أتلو صلاة أبانا الذي في السماوات قريبا من أُذنه. فكان يدفع يدي بعيدا ثلاث مرات لإشعاري بأنه غير راغب في سماعي. لكني واصلت الصلاة وكنت واثقاً من إنكم تصلّون معي. بغتةً ذُهلت عندما سمعت والدي يقول بكل هدوء “اغفر لي، يا رب”. وفي الحال أشرق وجهه بسجوّ مذهل . وبعد نصف ساعة في الساعة التي تعودتم إنشاد “السلام عليك يا مريم”، غادرنا بسكون. ألا تظنون مثلي إن والدي نال غُفران الله وإن مريم هي التي حصلت له عليه. وأنا راغب في تلقّي العماد المقدس.
صلاة: السلام عليكِ يا مريم يا ابنة الآب الأزلي الحبيبة ، السلام عليكِ يا مريم أم ابن الله، السلام عليك يا مريم عروس الروح القدس الأمينة، السلام عليكِ يا مريم الأم العزيزة السيدة المحبوبة، الملكة المباركة، يا أمنا مريم القديسة، إننا نختاركِ اليوم في حضرة البلاط السماوي أجمعهُ أماً لنا وملكةً علينا، ونهب لك كل أعمالنا وحياتنا الماضية والحاضرة والمستقبلة جميعها، ونكرسها لكِ بكل تسليم وحب، لمجد الله وخلاص نفوسنا في هذا الزمن وفي الأبدية. أمين.