الاخت مارتينا
تأمل
أمنا مريم كانت النفس الأجمل فيما خلقهُ الله، بل الأبلغ من ذلك هو أنهُ من بعد سر تجسُد كلمة الله قد أمست نفس مريم هي الصنيع الأعظم، والأكثر لياقة بالإله القادر على كل شيءٍ، فيما صنعهُ في هذا العالم، إن الله القدوس أراد أن يُظهِر مريم تحفة عمل يديهِ في هذهِ الأزمنة الأخيرة. لإنها إحتجبت عن العالم وتواضعت جاعلة نفسها أحط من الغُبار وذلك بسماح الله، لأن مريم تعلم أنها هي الفجر الذي يسبق بزوغ شمس البِر “يسوع المسيح” وبما أن مريم هي الطريق الذي سلكها يسوع المسيح إلينا للمرة الأولى، فستكون أيضاً الطريق في مجيئهِ الثاني، وإن بشكل مُختلف. مريم هي الوسيلة الأكيدة والطريق المستقيم لنذهب إلى يسوع المسيح، لذلك على النفوس القديسة أن تجدهُ بواسطتها، لأن الذي يجد مريم يجد الحياة، أي يجد المسيح يسوع “الطريق والحق والحياة” وإذا كنا لا نُفتش عن مريم، فلن نجدها. وإذا كنا لا نعرفُها فلا يُمكن أن نبحث عنها، لأنّهُ لا نُفتش ولا نرغب في أمر نجهلهُ. لذلك يجب أن تُعرَف مريم أكثر من أي زمنٍ مضى، لأجل معرفة الثالوث الأقدس وتمجيدهِ.
إن النعمة التي حصلت عليها العذراء المجيدة كانت درجتها أسمى وأعظم، ليس فقط من درجة النعمة التي فاز بها كلٌ من القديسين بمفردهِ، بل إنها أعظم من النِعم كلها التي حصل عليها القديسون كافةً، لأجل ذلك سُميت مريم مُمتلئة نعمة، فالله هو دائماً قادرٌ على أن يملأها بالأكثر إذ يجعلها تقبل من جديد نعمةً جديدة بعدما يكون قد ملأها قبلاً، فقد حصلت مريم على نعمة عظيمة غير محدودة ومطابقة وملائمة ومُجاوبة وكافية لرتبتها ومقامها ودعوتها لأن تكون أماً لله. وإن الله يريد أن تكون أمهُ القديسة معروفة ومحبوبة ومكرمة حالياً أكثر مما كانت عليهِ، وهذا سيحصل حتماً إذا عملَ المنتخبون بنعمة الروح القدس وأنوارهِ، على الإكرام الكامل والباطني نحوها، والذي سأكشفهُ لهم حينئذٍ سيرون بوضوح بعين الإيمان نجمة البحر هذهِ وسيصلون إلى الشاطئ الأمين بالرغم من العقبات والصعاب وذلك بالتقيد بتوجيهاتها. وسوف يعرفون عظائم هذهِ الملكة، فيكرسون ذواتهم بكليتها لخدمتها. وسوف يتذوقون عذوبتها وجودتها الوالدية فيحبونها محبة البنين المُحبين. وسوف يعرفون مراحمها ونعمها الغزيرة ويشعرون بعونها فيلجأون إليها في كل أمر، لجوهم إلى مُحاميتهم وشفيعتهم لدى إبنها يسوع، كما يتأكدون أنها الواسطة الآمن والأقصر والأكمل للذهاب إلى يسوع، فيسلمونها ذواتهم كلها لها وليسوع، نفساً وجسداً دون تجزئة.
قصة: المطران كريكور اوغسطينوس كوسا – اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
القــــديـــــس عبــــدالأحـــــد والمسبحة الورديّة ولد في اسبانيا عام ١١٧٠ وتوفي عام ١٢٢١ – وهي نفس فترة القديس فرنسيس الاسيزي و القديس انطونيوس البدواني تقريباً في تلك الفترة الزمنية كثرت الهرطقات والبدع وخاصة في فرنسا وايطاليا ، و هذا ما جعل عبدالاحد يلتجيء إلى العذراء مريم في الدفاع عن الكنيسة ومعتقداتها وهو الذي كان قد نشأ على تكريم العذراء مريم .أحس ان هذه البدع هي مرض يضرب في جسد الكنيسة وينتشر بسرعة ، فالتجأ إلى الصلاة واعتكف في مغارة قرب مدينة تولوز في فرنسا وراح يصل ليله بنهاره يسأل الله بشفاعة العذراء مريم ان يعطيه دواء لهذا الداء المنتشر في الكنيسة . فما كان من الأُم القديسة إلى ان تتراءى له كسيدة مشرقة كالشمس و معها ثلاث سيدات وكل واحدة منهن معها خمسين فتاة بثياب مختلفة :
السيدة الأولى : تلبس مع فتياتها ثياباً بيضاء
السيدة الثانية : تلبس مع فتياتها ثياباً حمراء
السيدة الثالثة : تلبس مع فتياتها ثياباً ذهبية
وهذا ما كان كافياً للقديس ليدرك أن صلاة السلام الملائكي و التي رسم بها صلاة المسبحة الوردية باسرار الفرح والحزن والمجد ( اسرار النور كتبها وأضافها القس البابا يوحنا بولس الثاني ) ، هي الدواء الشافي لكل الامراض والهرطقات التي تضرب الكنيسة عبر العصور . رجع القديس الى تولوز وأخبر بما رأى وانتشرت صلاة المسبحة الوردية وكانت هي من تسحق رأس الحية على مدى الأزمان .
صلاة: أيتها العذراء المجيدة أمنا، لقد اختارتك المشورة الأزلية لتكوني أمّ الكلمة الأزلي المتجسد. أنتِ حافظة النِعم الإلهية والمحامية عن الخطأة. ألتجئ إليك أنا عبدك غير المستحق، تكرّمي وكوني هاديتي ومشورتي في وادي الدموع هذا. استمدي لي، بواسطة دم ابنك الثمين، غفران خطاياي، خلاص نفسي، وكذلك، استمدي للكنيسة المقدسة الاتنصار على أعدائها وانتشار ملكوت المسيح في العالم أجمع. أمين.