full screen background image

اليوم الثالث: قلب مريم الطاهر

195

الأخت مارتينا

تأمل

إن قلب مريم كما هو الحال مع كل قلب بشري، هو رمز لكل فضيلة علاقاتية تمكن الإنسان من الحب. إن محبة والدة الإله البشرية لابنها كانت كاملة. إذ قبل مريم وابنها لم يكن كمال الحب البشري موجوداً منذُ آدم وحواءإ أختلط الحب البشري بالأنانية والخطيئة، ومنذ لحظة التجسد تم التبادل الكامل للمحبة البشرية بين مريم وابنها الإلهي. “وكانت مريم تحفظ جميع هذهِ الأمور مفتكرة بها في قلبها” (لوقا 2: 16_ 19). إن تكريم قلب مريم الطاهر يقودنا إلى التأمل في ما كانت تفكر فيهِ، قلبها المليء بالحب الكامل. على الصليب وقفت مريم تنظر إلى يسوع بمحبة، ومن على الصليب أوكل يسوع مريم إلى يوحنا ومن خلال يوحنا إلى الكنيسة جمعاء. ونتيجة لعهد يسوع بأمهِ ليوحنا وشعب الله بأكملهِ وأنتقالها اللاحق إلى السماء وتتويجها كملكة فإننا نتأمل أيضاً في كمال الحب الذي تكنهُ للبشرية لأبنائها نحنُالذي يتدفق من السماء وبإرادة الله يتم منح كمال المحبة للكنيسة وجميع أعضائها من خلال قلب مريم الطاهر. لا يجب علينا أن نتأمل فقط في هذا الواقع بل يجب علينا أيضاً أن نبذل كل ما في وسعنا لنكون أبناء وبنات متقبلين لمحبة أمنا السماوية التي تحبنا محبة كاملة وتنعم علينا بالمحبة النقية الكاملة لنعمة ابنها الإلهي الذي غُرس في قلبها الطاهر.

قصة

          كانت الكنيسة الصغيرة في عام 1256 عبارة عن إسطبل بسيط يملكه الكاردينال بيترو كابوتشي، في الليلة بين 26 و 27 سبتمبر، حدث أن المياه من البئر التي بجانب الإسطبل بدأت في التدفق، سائلة نحو الإسطبل الذي غمرته المياه في وقت قصير جدًا.. بدأت الخيول في الصهيل وضرب الأرض بحوافرها، مما أيقظ السائسون وعمّال الإسطبل الذين، على الرغم من اندهاشهم من الظاهرة الغريبة، سارعوا إلى إنقاذ الخيول. بعد أخرجوا جميع الخيول، بدأوا في محاولة توجيه المياه إلى خارج الإسطبل بواسطة حفر قنوات للتخلص من هذا الغزو المفاجئ والغامض للمياه في الإسطبل، والتي أصبحت في ذلك الوقت نوعًا من البركة الصغيرة.. أثناء هذه العملية لاحظ العمال أن “شيئا” كان يطفو على سطح ماء البئر حاولوا إمساكه بأيديهم، لكن دون جدوى، فشلت كل محاولاتهم.. عندئذ قرروا إيقاظ الكاردينال بيترو كابوتشي الذي هرع إلى المكان مع عائلته. بعد صلاة قصيرة، تمكن من إخراج القطعة التي كانت عبارة عن بلاطة عليها صورة السيدة مريم العذراء.. وبعد أخرجها من الماء، بدأت المياه تنسحب فورا من تلقاء نفسها. في اليوم التالي، ذهب الكاردينال كابوتشي إلى البابا ألكسندر الرابع طالبا أن يحضر إلى المكان، وأخبره بما حدث وأنه يريد تحويل الإسطبل على نفقته إلى كابيلا تكرس للسيدة العذراء. بعد الفحوصات اللازمة وافق البابا على الفكرة.. وأمر بموكب يشارك فيه الإكليروس وسار بنفسه على رأس الموكب حاملًا الصورة المقدسة عبر الشوارع المحيطة.. تم بناء الكنيسة، التي أعيد بناؤها في نهاية القرن الخامس عشر، تحتوي بداخلها بئر الماء ويسمح لجميع الحجاج بزيارة لورد الصغيرة هذه في قلب روما.

صلاة: يا يسوع فادينا المجيد نشكرك لأنك منحتنا أمك المباركة كأم لنا، ساعدنا على أن نعتبرها حقاً أمنا وأن نقترب منك من خلالها ومن خلال قلبها الطاهر المليء بالحب لك وللبشرية جمعاء آمين.