الاخت مارتينا
تأمل
مريم العذراء أمنا المباركة تتمتع بمكانة فريدة ومتميزة في تاريخ الخلاص وفي الكنيسة لأنها أجابت “بنعم” النعم التي بها صارت والدة الإله. وإذ أصبحت والدة الإله فهي نموذجنا الأول في التلمذة لله، ونموذجنا في النعمة والثقة في الله. لكونها والدة الإله تتمتع مريم العذراء بمكانة فريدة بين القديسين، لا بل بين جميع المخلوقات. يقول البابا بندكتوس السادس عشر في رسالته “الله محبة”: “يا سيدة القديسين مريم أم الرب ومرآة كل قداسة”. إن عظمة مريم تكمن في أنها تريد أن تعظم الله وليس نفسها، إنها متواضعة رغبتها الوحيدة هي أن تكون أمة الرب (لوقا1: 38_ 48)”. تسطيع مريم أكثر من أي شخصٍ أخر أن تظهر لنا يسوع وتقودنا إليهِ وتعلمنا أن نعرفهُ ونحبهُ، حتى نتمكن نحنُ أيضاً من أن نصبح قادرين على المحبة الحقيقية وأن نكون ينابيع ماء حي في وسط عالم عطشان. مريم العذراء هي أم الكنيسة فهي المثال والمرشد والإلهام لكل من يسعى في الكنيسة ومن خلالها إلى أن يكون خادماً لله والإنسان ووكيلاً مطيعاً لتوجيهات الروح القدس.
الروح القدس المعزي والشفيع الذي أرسلهُ المسيح نفسهُ ليعزينا في الحياة الحزينة، ومصدر إعتدالنا في الحياة المبهجة، ومبدأنا الأساسي المتمثل في التمجيد لربنا وفادينا. فحيثما يوجد الإيمان هناك يوجد مثال مريم لنا لأنها عاشت الإيمان والطاعة الكاملة لله. لذا علينا تكريم أمنا مريم من خلال صلاتنا لمسبحة الوردية في شهرها المخصص لها وفي كل الأوقات، فالمسبحة الوردية تسمى أيضاً مزامير مريم العذراء المباركة، تلاوة صلاة الوردية هي من أفضل الصلوات لوالدة الإله، لقد حثَّ أحبار الكنيسة الجامعة المؤمنين مراراً وتكراراً على تلاوة هذهِ الصلاة الملهمة من الكتاب المقدس والتي تتمحور حول التأمل في الأحداث الخلاصية في حياة يسوع المسيح وإرتباطهم الوثيق بالأم العذراء.
قصة
معجزة رائعة لسيدتنا مريم العذراء وقصة الطفل الذي مات وعاد للحياة بشفاعة أمنا العدرا ..هذه القصة حقيقية حدثت مع صديقتي كيندا في تركية بمدينة اسطنبول ..الأخت كيندا لديها طفل يبلغ من العمر سنة ونص ..دعتها قريبتها لزيارة بيتهم الذي عند البحر ..وذهبوا لزيارتها هي وزوجها وإبنها الصغير ..طلبوا أبناء صديقتها الطفل ليلعبوا معه عند الشاطئ ..ومع أن أمه كانت منتبهة له ..ولكن بغفلة عين وقع الطفل بالبحر واختنق وفارق الحياة وجدوه أبناء صديقتها وجسده الصغير يطفو على المياه وفهموا أنه اختنق ..فحملوه لوالدته التي كانت تجلس تتحدث مع صديقتها عن بعد عنهم قليلا وأخبروها بما حدث ..حملت الطفل وركضت به مع كل الناس الموجودين على الشاطئ الذين حزنوا لما أصابه وأرادوا إسعافه وتوصيله لأقرب مشفى عسى ولعل يستطيعون إنقاذه ..الأم كانت منهارة وتبكي بحرقة على ولدها وتصرخ بأعلى صوتها قائلة ..يا أمي العدرا دخيلك إبني الحقيه حني عليا واحفظيه أرجوكِ ..كرمال إبنك يسوع ساعديني ..وفجأة ظهر فارس راكب على حصان ونظر إليها بحنان وقال ..لا تخافي صلاتك تقبلت والولد سيكون بخير امسحي دموعك.
وأسعفوا الطفل إلى للمستشفى وكان الطفل ميت حسب تقرير الأطباء ولكن فجأة وبأعجوبة فتح عينيه وابتسم لوالدته ..فطارت من الفرحة وتشكرت الرب يسوع وأمنا العذراء على المعجزة وفتحت الأنجيل لتقرأ منه آية ..فانفتح على الصفحة المكتوب فيها قصة الأرملة التي وجدها الرب يسوع تبكي على نعش إبنها الوحيد فتحنن عليها ولمس النعش فردت الحياة للشاب وقام من الموت …ففهمت الأشارة وأن الرب يسوع هو الذي أعادَ الحياة لأبنها بشفاعة والدته القوية التي لا يقدر يردها من شدة حبه لوالدته القديسة مريم.
صلاة: من كتاب صلوات مريمية (إعداد الأم نِعم كمورة)
يا سيدتي الجزيلة القداسة أم الله يا ممتلئة نعمة إنك مجد البشرية بأسرها والقناة التي تأتينا بالخيرات كلها. أنت ملكة جميع الكائنات بعد الثالوث الأقدس. أنت الوسيط والجسر السري الذي يصل الأرض بالسماء والمفتاح الذي يفتح لنا أبواب الفردوس. أنت محاميتنا وشفيعتنا ، ألا أنظري إلى إيماني وأشواق قلبي المتعبد لك، وتذكري حنانكِ وقدرتكِ أنت أمُ الذي وحدهُ هو الرأفة والصلاح وأرحمي نفسي، فنستحق بواسطتكِ أن نقومَ يوماً عن يمين ابنكِ ووحيدكِ في السماء آمين. (القديس مار أفرام السرياني).