full screen background image

اليوم الأول (شهر أمنا العذراء مريم)

350

الاخت مارتينا

إن أمنا الكنيسة تخصص كل عام (شهر أيار) إكراماً للسيدة العذراء مريم والدة الإله. حيثُ إن تقليدنا المسيحي لهُ علاقة قوية وعميقة بأمنا المباركة ويكرمها تكريماً خاصاً، إذ أن دورها الفريد والمميز في تاريخ خلاصنا كأم لمخلصنا الفادي يجعلها مميزة جداً في نظر الله وفي نظر جميع المؤمنين المسيحين. يعد شهر أيار مناسبة رائعة عظيمة للصلاة والتأمل في حياة أمنا القديسة مريم. إذ تساعدنا فضائلها المثالية في تعزيز وتقوية إيماننا وعلاقتنا مع الله فهي شفيعتنا المباركة عند الله، إن إنفتاحها الكامل على خطة الله وقبولها كلمتهُ الإلهية في أحشائها لهُ دور فعال في تجسد الكلمة يسوع المسيح في حياتنا وبيننا إبن الله_ الكلمة صار جسداً وحل بيننا وتحقق وعد الله بالخلاص. إن طاعتها الكاملة وتفانيها وخدمتها لله والتي ظهرت في التواضع والبساطة والقداسة والإمتنان هي أمثلة يمكننا الإقتداء بها واتباعها.

من خلال هذا الشهر المخصص لأمنا مريم العذراء نستطيع أن نعزز ونجدد إيماننا بالله، من خلال التكريم لأمنا العذراء والدتهِ القديسة بتلاوة صلاة المسبحة الوردية يومياً وتوحيد قلوبنا وصلاتنا لأمنا القديسة لتقودنا إلى إتحاد أوثق مع الله. يقول البابا فرنسيس: “في هذا الشهر المخصص لمريم العذراء دعونا نتعلم منها أن الصلاة هي أفضل سلاح للحياة المسيحية وبدون صلاة مثابرة لا يمكن الإنتصار على الشر”.

قصة

كان في مدينة القسطنطينية جندي فاضل ورحوم جداً، يدعى لاون، ويلقب بالماكالي، فاستحق، لكثرة فضائله وحسناته، أن يصبح ملكاً على مدينته.

ذات يوم، كان الجندي لاون يسير قرب الغاب الواقع غرب القسطنطينية، فوجد هناك رجلاً أعمى قادماً من السفر، والحر الشديد يؤجج فيه لهيب العطش، فحزن عليه، وأمسكه بيده، وسارا معاً، بغية البحث عن الماء، ولكن الأعمى لكثرة تعبه وعطشه وقع أرضاً، فما كان من لاون إلا أن تركه وراح يفتّش في الغاب عن نقطة ماء يروي بها ظمأ الأعمى المسكين. وبينما هو يفتش، سمع صوتاً يقول: “لا تحزن يا لاون، أنظر الى يمينك تجد ماء مقدساً، خذه واسق الاعمى، واغسل به عينيه. ارتعد لاون لدى سماعه الصوت، وصاح بأعلى صوته:من أنت يا سيدتي، وماذا تريدين مني؟ أنا تلك التي نذرت نفسك من أجلها، ورحت ترتل لها كل ليلة، وتحمل اسمها على شفتيك طوال اليوم، أنا أم يسوع المخلص. وقبل أن أتركك، أحب أن أخبرك بأنك ستصبح ملكاً على القسطنطينية، عندئذ اذكرني، وابنِ كنيسة في المكان الذي تقف فيه الآن، ليأتي إليها المحتاجون الى معونتي فأعينهم. ولشدة فرحه، لم يعد يعرف يمينه من شماله، بل راح يصلي، وينظر في كل مكان الى أن وجد حفرة مملؤة ماء نقياً، فشرب منه، وحمله إلى الاعمى، الذي وجده على آخر رمق من حياته، فسقاه وغسل وجهه، كما طلبت منه أم الرحمة والرأفة، فانفتحت عينيه، وبدأ يشاهد جمال الطبيعة، فشكر الله على نعمه، والسيدة العذراء على عجائبها الكثيرة. وبعد أسابيع قليلة، تحققت العجيبة الثانية، إذ اصبح لاون ملكاً، فأمر في الحال ببناء كنيسة على اسم السيدة العذراء في المكان الذي وجد فيه ماء.صلاة: أيها الأب القدير نشكرك على عطية والدتك القديسة مريم العذراء أماً لكل واحد منا. إذ تمنحنا كل المودة والحنان والرعاية التي نحتاجها وفي أصعاب الأوقات تكون معنا وتقودنا نحوك، نطلب منك بشفاعتها أن تمنحنا النعمة والقوة والفرح والسلام، نسألك أن تحمينا من كل خطر يأتينا من الشرير. آمين