full screen background image

محبة الآب وأنانية الإنسان

142

من نشرة العهد

كان هناك رجل فقير يتضرع الى الله ليلاً ونهارًا ويسأله كي يترحم عليه. فسمع الله صلاته وأعطاه عشر تفاحات وقال له: خذ ثلاث تفاحات واستبدلها بخيمة كي تحميك من الشتاء ومن حر الشمس… ففعل كذلك. وخذ ثلاث تفاحات أخرى واستبدلها بثياب كي تغطي عريك وتحمي جسدك من البرد والحر… ففعل كذلك. ثم قال له الله: وخذ أيضًا ثلاث تفاحات واستبدلها بطعام لكي تسد جوعك وتغذي جسدك ففعل. بقي تفاحة واحدة من التفاحات العشر فقال له الله: هذه التفاحة الأخيرة، استعملها كي ترد لي الجميل. فنظر الرجل الى التفاحة، فرآها حمراء، لذيذة للنظر، تفتح الشهية، فقال في نفسه: ان الله عنده الكون كله، ماذا يريد من تفاحة واحدة؟ فأكل الرجل التفاحة.

          نعم.. إنها نهاية مؤسفة لأنها تدل على عدم العرفان بالجميل، وعلى البخل والأنانية، وعلى الانغلاق عن محبة الله وكرمه على الإنسان. خيار الرجل في نهاية هذه القصة للأسف هو خيار كل منا من وقت لآخر. كم مرة أُغلق قلبي وأنزوي على نفسي وأدفن مواهبي وطاقاتي وخبراتي أو أستعملها لمصلحتي الشخصية.

ما هي ردة فعلك لمحبة الله وكرمه عليك؟

الرب يفيض نعمه عليك أيها الشاب وأيتها الشابة كل يوم ومن كل صوب. فماذا تفعل لترد له عرفان الجميل؟

في عصرٍ يغرق بالأنانية والبحث عن اللذات المؤقتة الزائلة. صوتٌ صارخ في الضمير يُعلن اليقظة والانتباه كي لا نكون مثل الرجل الذي سمعنا قصته.

س. م.