full screen background image

الكلمة في واقع اليوم

252

الأخت بشرى حنا

الكلمة الأولى تبقى أساسية في كنيستنا المسيحية في يومنا هذا، لأنه لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. السؤال هو: ماذا تعني لنا نحن جيل القرن الحادي والعشرين الكلمة الأولى: “أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إلهًا غيري”.

كيف نستطيع أن نحافظ على العهد الذي قطعه الله معنا بواسطة دم يسوع المسيح؟ فالكلمة كُتبت في زمان ومكان معينين ولجماعة معينة، ولكنها كُتبت أيضًا لنا نحن الجيل الحالي وللأجيال الآتية. ولكن السؤال يبقى دائمًا: هل عالمنا اليوم يكتفي بعبادته لله أم أن هناك آلهة أخرى تحتل جزءًا من كيانه؟ هل أنا أعبد الله أم أشرك في عبادته؟

          لقد حاولت أن أكتشف في هذا البحث كيف أن الله هو رب الكون وسيد التاريخ وله الحق فقط في كل عبادة وتبجيل. وفي الوقت عينه، هذا الإله الواحد يهتم بكل إنسان. فهو ليس إله شعب معين، بل إله الشعوب جميعًا، هذا الإله الذي يسير مع شعبه ولا يتركه يستمر في ضيقه – لأنه إله محب، يفكر في راحة وسلام رعيته.

          إلهنا كان أمينًا مع شعبه في الماضي، فحرر إسرائيل من العبودية ولم ينسَ العهد الذي قطعه مع أبيه إبراهيم، وإن حب الله لم يقف عند هذه الدرجة فقط، بل أرسل إبنه الوحيد يسوع المسيح الذي بدمه حررنا من كل عبودية وقادنا الى الطريق الذي يقود الى الله، فعلمنا بأن الإنسان لا يستطيع أن يكون قلبه منقسمًا. فإما أن يكون متجهًا نحو الله خالقه، وإما أن يكون متجهًا نحو الخلائق. فالله لا يريد أن يشترك أحد في عبادته.

          ووجدتُ أيضًا أن الكلمة الأولى هي مرتبطة إرتباطًا مباشرًا مع الكلمات الأخرى فنحن لا نستطيع أن نفصل وصية عن الوصية الأخرى، لأن الواحدة تكمّل وتوضح معنى الكلمة الأخرى.

          “أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إلهًا غيري”. هذه الكلمة التي تعبّرعن محبة الله لنا، تطالبنا اليوم أن نتمسك بها وأن نحفرها في قلوبنا.