الاخت رجاء
ميلادك سيدي،
دفءُ بخارِ أنفاسِ العجلِ المُسَمّنِ..
دفءُ بخارِ أنفاسِ الحَمل الذي حملَ خطايا العالم..
دفء حضنةَ يعقوبِ، يلفُ يوسُفَ بذراعيه…
دفءُ احتضانِ الآبِ للإبنِ الضال..
امنحني بميلادكِ العجيب، فرصةَ الدفء بينَ الذين دعوتهم حين صرختَ مدوياً
” تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحُكُم …”
لأعودَ إلى حيثُ ينابيعِ المياه الصافية التي لن يعطشَ مَن ارتوى منها..
دعني أختبرُ دفءَ الملوكِ وهم يقدمون لطفل المذود،
ذهبَ الملوكية،
لبانَ الكهنوتِ،
ومرَ الآلام،
و سلكوا طريقاً آخر..
دعني أسلكُ معهم ذاك الطريق حيث الحق والحياة ..
دعني أعاين وأُشُبعُ رمقي من السامرية وهي تنالُ روحَ الحياة..
علمني بميلادك أن أزرعَ دفءَ الحب في ثنايا القلوب المتحجرة ..
علمني بميلادك أن أبذرَ الكلمة في الأَرْضِ الخصبة لتَينَعَ و تُثمرَ ثلاثين و ستين و مئة.
علمني أن أكونَ في ميلادك فرحاً للبشرية كلها.
كفرحِ المحتفلينَ في قانا الجليل، بالخمرِ الذي قدمه الخدام في نهاية العُرس ..
كفرحِ إبراهيم برؤيةِ الشاة التي أحضرها الآب لتُقَدَمَ قرباناً عن إسحاق..
ميلادك في مغارةٍ اكتساها الثلجُ و لَفَّتها الغربةُ و أحاطها الجوعُ.. هي الدفءُ الحقيقي و السلام الداخلي التي يعتريني والشبع الأبدي حيث نطقتْ شفتيكَ المقدستين، ” ليس بالخبزِ وحده يحيا الإنسان، بكل كلمةٍ تخرجُ من فم الله”..
سيدي؛ ولادتك العجيبية تمثل الحِسَّ الإنساني بأجمله..
فقركَ أغناني
جوعُكَ أشبعني
صلاتك في بستانِ الزيتون منحتني القوة والأمل الذي لا يعرفُ اليأس..
ميلادك سيدي،، جعل من قلبي مغارة لكل أصناف السمك المائة وثلاث وخمسون..
كل ميلاد والبشرية بخير،
كل ميلاد والإنسانية بأمان،
كل ميلاد والسلام يعم المعمورة.ميلاد مجيد للجميع