الأخت بشرى
تتمة لموضوع وصايا الله
أول كلمة يوجهها يهوه الى بني إسرائيل بعدما أعلن نفسه إلهًا لهم ومخلّصًا هي: “أن لا يكون لهم إله سواه”. هذه الكلمة موجهة إلينا نحن أيضًا من يوم دخلنا العهد بواسطة ربنا يسوع المسيح، “أنا يهوه إلهك من أرض مصر. إلهًا سواي لست تعرف، لا مخلّص غيري” (هوشع 4:13).
لا مثيل ليهوه كما هو الحال في الأديان المجاورة، التي فيها مصائر الخليقة هي انعكاس لحوادث تحصل في العالم الفوقاني، عالم الآلهة. في ديانتنا لا يوجد “عالم فوقاني”: يهوه ليس إلهًا للآلهة بل هو إله لشعبه وللعالم الواحد. إنه يسلك طريقًا مع الجماعة التي يختارها. منه ينتج تحرير جذري، يهوه وحده، لا شيء إلهي غيره، يهوه “إلهك الذي أخرجك من بيت العبيد” يأتي بنزع كل ألوهية وكل قدسية عن أي شيء كان في الكون. لا عبادة من بعد للنجوم، لا قلق ولا خوف أمام القدر والقضاء، أمام السلطة والرئاسة، أمام وجه يهوه كل إله يصبح خليقة فقط.
يهوه هو إله غيور، في أيام موسى وقرون طويلة بعده، كان الناس يعبدون آلهة كثيرة، وحتى الرسول بولس ما زال يقول بخصوص أكل اللحوم المقرّبة للأوثان “قد يكون في السماء أو في الأرض ما يزعم أنهم آلهة، بل هناك كثير من الآلهة وكثير من الأرباب، وأما عندنا نحن فليس إلا إله واحد وهو الآب” (1 قور 8: 5-6).
لا يكن لك، هو تعبير عن حب الله الغيور، الغيرة عاطفة شخصية جدًا، لا يريد الله أن يقاسم أية سلطة إلهية أخرى طلبه بحب شعبه. لا يكن لك، تهدف الى عدم انقسام القلب “اسمع يا اسرائيل: يهوه هو إلهنا، يهوه وحده، فتحب يهوه إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك، ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيكم بها اليوم على قلبك، ورددها على بنيك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على دعائم أبواب بيتك” (تك6: 4-15).
لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب التي حواليكم، لأن يهوه إلهك إله غيور في وسطكم، لكي لا يغضب عليك يهوه ألهك فيبيدك عن وجه الأرض[1].
تقول الكلمة الأولى: “لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي” (خر 3:20). فهناك تعارض بين الإله الواحد والآلهة الأخرى. والرب يعلن حقه بأن يعترف به اسرائيل دون سائر الآلهة.
وتقول الكلمة الثانية: “لا تصنع لك صنمًا”. “لا تصنع لك صورة، لا تصنع لك شيئًا ليس بإله. فالصنم يجعل الله منظورًا وملموسًا، فيصبح في قبضة الإنسان. وهكذا يرذل الشعب إله سيناء الذي لا يرى، الذي هو حر في اختياره وتصرفاته، ويجعل منه إلهًا يتكيّف وإرادة البشر[2].
[1] الأب كوب المخلّصي، مخطوطة، كورس دراسي، ص15-17.
[2] بولس الفغالي، وجه الله في الكتاب المقدس، محطات كتابية (14) ص 118.