full screen background image

الرجاء في الكتاب المقدس

263

من صفحات نشرة العهد

لو تصفحّنا الكتاب المقدس لوجدنا بين ثناياه الكثير من كلمات الرجاء، نذكر منها:

العهد القديم:

  • اجعل رجاؤك في الرب من الآن والى الأبد. (مز131 : 3). هنيئًا لمن ضميره لا يوبخه ورجاؤه أبدًا لا يخيب. (سي14: 2).
  • فأقول: زال عنفواني ورجائي في الرب. (مراثي إرميا 3: 18).
  • يرجع بنوك الى بلادهم ويكونوا في غدك رجاء. (إر31: 17).
  • سرنا على أحكامك يا رب، وفيك جعلنا رجاءنا. (إش 26: 8).
  • لا تنزع من فمي كلام الحق، فأنا رجوت كلمتك. (مز 119: 43).

العهد الجديد:

  • والآن يبقى الإيمان والرجاء والمحبة. (1 كور 13: 13).
  • والامتحان يلد الرجاء، ورجاؤنا لا يخيب لأن الله سكب محبته في قلوبنا. (رو 5: 4).
  • كونوا فرحين بالرجاء، ورجاؤنا لا يخيب، لأن الله سكب محبته في قلوبنا. (رو 5: 4).
  • ولأن لنا هذا فنحن نتصرف بجرأة. (2 كور 3: 12).
  • فأنتم جسد واحد وروح واحد مثلما دعاكم الله الى رجاء واحد. (أف 4: 4).
  • على أن تثبتوا في الإيمان، غير متحولين عن رجاء البشارة. (كور 1: 23).
  • الذي أحبنا وأنعم علينا بغذاء أبدي ورجاء حسن. (2 تسا 2: 16)
  • وتنبّهوا واجعلوا كل رجائكم في النعمة التي تجيئكم عند ظهور المسيح. (1 بط 1: 13).

بعد هذه الجولة في الكتاب المقدس، نعود ونسأل:

ما هو الرجاء؟

          هناك آراء عديدة حول الرجاء، فهناك من يقول انه: انفعال، شعور، اهتزاز، تحرك، تفاعل، ترقّب تجاه موضوع مرغوب فيه، أو شخص مرغوب بلقائه. انه جوع في عمق الإنسان نحو المطلق، نحو الخالق، نحو الحياة والسعادة الدائمة. الرجاء قوة وضعها الله في الإنسان، يحوي علاقة زمن أي (انتظار)، الرجاء يحتوي صبرًا منفتحًا على نور قد يظهر بعيدًا.

وللتوضيح نضيف:

          حين تعجز قوانا ويعجز كل من حولنا وتفشل كل امكانياتنا البشرية في إيجاد مخرجًا ينقذنا من طريقنا االمسدود، وتقديم حل لمشكلتنا التي لا حل لها بشريًا، في هذه اللحظة نلتجيء الى الله ونستغيث بصرخة إيمان، ونداء الرجاء، لأن الله أقوى من الظروف ومن يأس الأحداث ومن كل تدبير للإنسان وتفكيره وإمكانياته.

          فالرجاء هو شعلة نور إلهي، يخترق ظلام اليأس، وينبثق من بطن الليل البائس، كما انبثق نور القيامة من بطن أحجار القبر.

هذا هو الرجاء الإلهي، لكننا قد نتساءل:

هل نحن نعيش الرجاء؟ أم نحن نعيش الأمل؟

          من السهل على أي إنسان أن يعيش الأمل والتفاؤل ما دامت الأمور تسير بطريقة طبيعية وعلى ما يرام. لكن عندما تتعثر الأمور ويخيم الليل بظلامه الدامس حولنا، وعندما نكون في مأزق لا نجد له مخرجًا، فهنا يكون الرجاء الحقيقي. فالأمل: هو نزعة بشرية مبنية على مؤشرات تمهد لكل مشكلة معينة، وبالتالي تخلق في الإنسان شعورًا بالطمأنينة والارتياح. أما الرجاء: فهو يبدأ عندما يختفي الأمل، وهو مبني على إيمان بحث قدرة الله فحسب، أي أن الله هو مصدره، وهنا قد نفكر، تُرى:

بماذا نرجو؟

          بعد سقوط الإنسان الأول، وعد الله بالفداء، وأقامه على رجاء الخلاص. الله لم ولن يترك البشرية أبدًا بدون رجاء: “أعطيك أرضًا تدر لبنًا عسلاً”. (خر 3: 13- 18). “أنا أجعلك أمة عظيمة… وتكون بركة”. (تك 12). “وأقول لا تخف فأنا نصيرك”. (إش 41: 31).           من هنا نقول أن الرجاء عند شعب العهد القديم كان مرتبطًا بكلام الله، بوعود الله، فهناك وعد بالبركة، بالأرض، بالحرية، بالميراث، بخلاص عظيم. وعد بمخلّص تكون “شريعته رجاء الشعوب”. (إش 42: 4). والرجاء عند الأنبياء هو انتظار المسيح وملكوته. أما موضوع الرجاء عند شعب العهد الجديد، فإنه يتمحور حول المسيح بذاته. المسيح يسوع هو محقق الوعود، وحامل لوعود جديدة كثيرة. وموضوعات الرجاء المسيحي العامة نجدها في التطويبات التي هي وعود خلاص وميراث ملكوت السموات. والوعد الكبير لشعب العهد الجديد هو “الروح القدس”، الذي به يؤسس المسيح رجاء التلاميذ ومن سيؤمنون به على يدهم. بعد موت يسوع وقيامته، يعلمنا بولس أن أساس إيماننا ورجاؤنا هو المسيح الممجد، القائم من بين الأموات.