full screen background image

كن ماكينة للبركة للآخرين(فيلبي 2/ 12-30)

205

الأخت بسمة

يعرف بولس الفرح الناشيء عن أن نكون “ماكينات للبركة”. فيكتب، “اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ” (فيلبي2/ 14-16).

لديك امتياز عظيم أن تكون قادرا على أن تعطي للناس – ليس المال فقط – بل “كَلِمَةِ الْحَيَاةِ” (فيلبي2/ 16). لا يوجد فرح أعظم من أن نرى الناس الأموات روحيا يأتون إلى الحياة من خلال يسوع.

بولس مستعد أن يقدم حياته بفرح لأجل التمتع بهذا الامتياز: “لكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ، أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. وَبِهذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي” (فيلبي2/ 17-18).

ثم يقدم بولس نموذجين من أصدقاءه ممن أعطوا نموذجا واضحا عن كيف تكون “ماكينة للبركة”:

*كن مهتما اهتماما حقيقيا بالآخرين

كان تيموثاوس واحدا من أقرب أصدقاء بولس، وغالبا ما يُذكر في رسائله. كان ولاءه ومساعدته عظيمين جدا لدرجة ان بولس يصفه بأنه كان “كَوَلَدٍ مَعَ أَب” (فيلبي2/ 22).

لذلك يشيد بولس بصديقه، “لأَنْ لَيْسَ لِي أَحَدٌ آخَرُ نَظِيرُ نَفْسِي يَهْتَمُّ بِأَحْوَالِكُمْ بِإِخْلاَصٍ” (فيلبي2/ 20). يقارن بولس هذا بآفة الاهتمام بالذات، قائلا، “إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ” (فيلبي 21/2).

كان تيموثاوس “ماكينة للبركة” لأنه “مهتم بحق” بسلامة أبناء الله (فيلبي2/
20). كان اهتمام تيموثاوس أصيلا بحق . يقول بولس إنه “خَدَمَ مَعِي لأَجْلِ الإِنْجِيلِ” (فيلبي2/ 22).

•أظهر الشجاعة نيابة عن الآخرين

كان أبفرودتس أيضا صديقا وفيا لكل من بولس والفيلبيين. تظهر نزاهته الحقيقية في المواقف الكبيرة والصغيرة، غالبا ما تخبرنا الأمور الصغيرة بأكثر ما يصلنا. فإذ قد أصبح مريضا إلى درجة خطيرة، حيث وصل تقريبا إلى درجة الموت، فنجده مضطربا، ليس لكونه مريضا وقريباً من الموت، بل لكونهم قد ينزعجوا بسبب هذا الخبر. لقد كان مثل أولئك الذين عندما يمرضون، لا يقلقون كثيرا بسبب المرض كما بسبب أنه قد يصبح عبئا على عائلته أو أصدقائه.

يصف بولس أبفرودتس “أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي” (فيلبي2/ 25). كان أبفرودتس مستعدا لأن “يخاطر بحياته” لأجل خاطر صديقه بولس (فيلبي2/ 30). كان مغامراً حقيقيًا

في الكنيسة المبكرة كانت هناك مجتمعات من الرجال والنساء الذين سموا أنفسهم “المغامرين، المخاطرين”، وقد خدموا المرضى والذين هم في السجن. أبدى كبريانوس، أسقف قرطاج، شجاعة منقطعة النظير أثناء الوبأ الذي اجتاح شمال أفريقيا. فبينما هرب الجميع من المرضى والموتى، دفن كبريانوس والمسيحيين الآخرين الأموات، ومرّضوا المرضى وأنقذوا المدينة مخاطرين بأنفسهم.

غامر أبفرودتس بحياته بربط نفسه ببولس، الذي كان في السجن بسبب تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، مخاطرا بأن يُتهم بنفس التهمة مثل بولس. أظهر أبفرودتس شجاعة مغامرة في بقائه مع بولس. فكان هو أيضا “ماكينة للبركة”.