الأخت بسمة
أيها الاخوةقد يأتي عليك وقت تظن فيه أن هذه هي النهاية, النهاية لمستقبلك, النهاية لفرحك, النهاية لطموحك. إن الفشل مرة لا يعني أبدًا أنه يكون فشلاً دائما، فبإمكاننا أن نجعل من الخبرة الفاشلة درساً للنجاح في الخبرة القادمة. وهنا نحب أن نضع قاعدة هامة في النجاح وهي: لا تهتموا بالبداية، إن بدت فاشلة. فالمهم أن تكون النهاية هي النجاح.
أمثلة من الكتاب المقدس:
يوسف الصديق مثلاً: كانت تبدو بداية حياته ضائعة باستمرار من إلقائه في بئر جاف، إلى بيعه عبدًا، ثم إلى تهمة ظالمة دبُرت ضده ألقت به في السجن.. ولكن المهم أن النهاية كانت طيبة إلى أبعد الحدود.. فلا نحكم إذن بالبدايات.
– القديس اثناسيوس الرسولي: كانت بدايات حبريته متعبة جداً فيها قويت شوكة الأوريوسيين، واستطاعوا أن يدبروا مكائد ضده، ويحاكموه وينفوه باتفاق مع السلطة الحاكمة. وعُزل عن كرسيه أربع مرات.. ومع ذلك انتهت حياته كبطل عظيم من أبطال الإيمان، استطاع أن يقف ضد العالم كله وينتصر وحفظ لنا الإيمان الأرثوذكسي المستقيم إلى اليوم.
– داود النبي: بدأ حياته، وبعد المسحة المقدسة وبعد انتصاره على جليات، مُضطهداً من شاول الملك، مشرداً من برية إلى أخرى، حتى ظن أنه لابد سيقع في يد شاول في يوم.. ولكن كل تلك البديات المتعبة أنتهت، وأنتصر داود أخيراً.
– موسى النبي مع فرعون: كانت البداية قد أتت بنتيجة عكسية. فاشتد فرعون بالأكثر. وتضايق الشعب وتذمروا على موسى وهرون، وقالوا لهما “يَنْظُرُ الرَّبُّ إِلَيْكُمَا وَيَقْضِي، لأَنَّكُمَا أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا فِيعَيْنَيْ فِرْعَوْنَ” (خر 5: 21). وعشر ضربات يستخدمها الرب ضد فرعون، والرجل في نفس قسوته لا يلين.. وحتى الشعب، تذمر لما خرج فرعون وراءهم.”وَقَالُوا لِمُوسَى: «هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ ” (خر 14: 11)..ومع كل تلك البدايات المتعبة لم يضعف إيمان موسى مطلقا.. ونجح أخيراً في انقاذه من عبودية فرعون.. لهذا كله لا تتعبوا مطلقاً، إن لم تحصلوا على النجاح في بداية الطريق. واذكروا باستمرار قول الكتاب: بصبركم أقتنوا أنفسكم.” (لو 21: 19).