full screen background image

الصلاة هي المفتاح الذي يفتح قلوبنا للرب

241

لا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يُظهر لنا الإنجيل الذي تقدّمه الليتورجيا اليوم المشهد الذي تبدأ به حياة يسوع العلنيّة: فهو ابن الله والمسيح، يذهب إلى ضفاف نهر الأردن ويعتمد على يد يوحنا المعمدان. بعد حوالي ثلاثين عامًا من العيش في الخفاء، لم يُقدِّم يسوع نفسه بواسطة معجزة ما أو من خلال التعليم. وإنما اصطف مع الشعب كان ذاهبًا لينال المعمودية من يوحنا. هو يشترك في مصيرنا نحن الخطأة، وينزل إلينا: ينزل في النهر كما في تاريخ البشريّة الجريح، ويغوص في مياهنا لكي يشفيها. هو لا يرتفع فوقنا بل ينزل إلينا.

تابع الأب الأقدس يقول لنتوقف عند نقطة مهمة: اللحظة التي نال فيها يسوع المعمودية، يقول النص أنه “كان يصلّي”. سيفيدنا أن نتأمّل في هذا الأمر: يسوع يصلي. ولكن كيف؟ هو الرب ابن الله هل يصلي مثلنا؟ نعم، إنَّ يسوع – تكرر الأناجيل هذا مرات عديدة – يقضي الكثير من الوقت في الصلاة: في بداية كل يوم، وغالبًا في الليل، وقبل اتخاذ قرارات مهمة… صلاته هي حوار حي، وعلاقة مع الآب. وهكذا، يمكننا أن نرى في إنجيل اليوم “هاتين اللحظتين” في حياة يسوع: من ناحية، ينزل إلينا، في مياه نهر الأردن؛ ومن ناحية أخرى، يرفع نظره وقلبه فيما يصلي إلى الآب.

أضاف الحبر الأعظم يقول إنه تعليم عظيم لنا: نحن جميعًا منغمسون في مشاكل الحياة وفي العديد من المواقف المعقدة، ومدعوون لمواجهة لحظات وخيارات صعبة تُحبطنا. لكن إذا لم نرغب في أن تمتصّنا المشاكل وتسحقنا، نحن بحاجة لأن نرفع كلَّ شيء نحو العُلى. وهذا ما تفعله الصلاة، التي ليست هروبًا من المشاكل، ولا طقسًا سحريًّا أو تكرارًا لترانيم حفظناها عن ظهر قلب. لا! الصلاة هي السبيل لكي نسمح لله أن يعمل فينا، ولكي نفهم ما يريد أن ينقله إلينا حتى في أصعب المواقف، لكي يكون لدينا القوة للمضي قدمًا. إنَّ الصلاة تساعدنا لأنها توحدنا بالله، وتفتحنا على اللقاء معه، نعم، الصلاة هي المفتاح الذي يفتح قلوبنا للرب. إنها الحوار مع الله، والإصغاء إلى كلمته، إنها سجود وعبادة: أن نمثل أمامه بصمت ونُسلِّمه ما نعيشه. وأحيانًا تكون أيضًا صراخ إلى الله على مثال أيوب، وأسلوب لكي ننفِّس عن غضبنا معه.

تابع الأب الأقدس يقول الصلاة – لكي نستخدم صورة جميلة من إنجيل اليوم – “تفتح السماء”: إنها تعطي الأوكسيجين للحياة، ونفسًا حتى في خضم المشاكل وتجعلنا نرى الأشياء على نطاق أوسع. ولكنها تسمح لنا بشكل خاص أن نقوم بخبرة يسوع عينها في نهر الأردن: هي تجعلنا نشعر بأننا أبناء الآب المحبوبين. لأن الآب يقول لنا نحن أيضًا، عندما نصلي إليه، كما يقول ليسوع في الإنجيل: “أنت ابني الحبيب”. وكوننا أبناء قد بدأ في يوم العماد الذي جعلنا نغوص في المسيح وجعلنا أبناء الآب المحبوبين. فلا ننسينَّ أبدًا تاريخ معموديتنا! ولنسأل أنفسنا اليوم: كيف تسير صلاتي؟ هل أصلي من باب العادة، على مضض، فقط من خلال تلاوة بعض الصيغ أم أنَّ صلاتي هي اللقاء مع الله؟ هل أُنمّي علاقة حميمة مع الله، وأتحاور معه، وأصغي إلى كلمته؟ من بين الأشياء العديدة التي نقوم بها في يومنا، دعونا لا نُهمِلنَّ الصلاة أبدًا ولنخصص لها وقتًا ولنستخدم تضرعات قصيرة يمكننا أن نُكرّرها غالبًا، ولنقرأ الإنجيل يوميًّا. والآن خلص البابا فرنسيس إلى القول نرفع صلاتنا إلى مريم، العذراء المُصلِّية التي جعلت من حياتها نشيد تسبيح لله.