الأخت مارتينا
والكلمة صار بشراً وعاش بيننا فرأينا مجدهُ، مجداً يفيضُ بالعمة والحق (يو1: 14)
مراراً وتكراراً يلمس جمال عيد ميلاد ربنا يسوع قلوبنا، جمال هو روعة الحقيقة. إننا نتأثر بحقيقة أن الله أصبح طفلاً، كيما نتمكن من أن نحبهُ، حنى نجرؤ على أن نحبهُ، وكطفل يضع نفسهُ في أيدينا بثقة! يكاد يقول الله: “أعلم أن روحي يخيفكَ وإنك أمام عظمتي تحاول أن تثبت ذاتك، لكنني آتي إليكَ طفلاً كي تتمكن من الترحيب بي وتحبني”.
يظهر نور الله للبشرية غارقاً في النوم والبرد، إنهُ ظهور ودخول السلام إلى العالم وحصولهم على عطية الفرح. ولادة يسوع في بيت لحم هي ولادة كل مؤمن للنور والفرح والسلام ليكون من أبناء الله. وبهذا يصبح مفهوماً بشكل أكبر لماذا يملأ ولادة هذا الطفل العالم بالنور، وهو الفرح الذي يجلب السلام.
في غموض التجسد الذي نحتفل بهِ في هذهِ الأيام، يجب أن نجد مفتاح الحل للتحديات الهائلة التي نمر بها، فمن كان يفكر في سر تجسد الله يعرف كيف يفك رموز خطة الله الخلاصية. بالتجسد أصبح الله أخيراً تحت تصرف المؤمن. لقد جاء الله للقائنا من خلال الكلمة، ومن يعرفهُ ويحبهُ ينال القوة ليصبح من أبناء الله. فقط في الله المُعلن في يسوع المسيح تجد الحالة الغامضة والمتناقضة للإنسان إجابة، تُرى في أبعادها الأربعة: أمامَ نفسهِ، وأمام الأخرين، وأمام الحياة، وأمام الله. لا عجب إذن أن تبلغ المقدمة ذروتها في الآية المذكورة في إنجيل يوحنا: “الكلمة صار جسداً وسكنَ بيننا” (يو1: 14)، إنهُ إعتراف بإله لا يريد أن يظل غير مبالٍ بعالمنا، وإله لا يتحمل أن يكون مختلفاً تماماً عنا، وإلهاً أرادَ أن يكون “الله معنا” بأن يصبح إنساناً مثلنا. إن الله القريب جداً المتساوي جداً، لا يمكنهُ إلا أن يثير الدهشة والمفاجأة فينا. ويعلمنا القديس بولس الرسول أن نعيش في رصانة وعدالة وتقوى، فولادة المخلص هي رسالة فرح، تجلب الأمل وتكشف عن القلب الجديد الذي ينبع منهُ الخير.