ولدت الطوباوية ساندرا في 19 آب عام 1961 في ريتشوني من عائلة كاثوليكية، ومنذ صغرها عزّزت علاقة حب وصداقة مع يسوع. نما إيمانها مثل البرعم وتغذى بالصلاة والعبادة، وأصبح بدوره غذاءً للإخوة المنسيين والمتروكين. وقد رافقتها في مسيرة حياتها الأوراق التي كانت تكتب عليها الملاحظات والأفكار التي أصبحت، بعد وفاتها، إرثها الأعظم.
شكّل لقاؤها مع الأب أوريستي بينزي، إزهار ذلك البرعم؛ إذ بذلت حياتها في جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين في خدمة المعاقين ومدمني المخدرات بينما كانت تواصل دراستها الجامعيّة؛ وكتبت وهي في سن الحادي والعشرين: إذا كنت أحب حقًا، فكيف يمكنني أن أتحمل موت ثلث البشرية من الجوع؟ بينما أحافظ على أمني أو استقراري الاقتصادي؟ هكذا سأكون مسيحية صالحة فقط ولكن ليس قديسة! هناك اليوم تضخم في المسيحيين الصالحين بينما يحتاج العالم إلى قديسين!
في عام 1979 إلتقت ساندرا بغويدو، واستمرّا معًا في عيش واقع الجماعة بدون أن يعزلا نفسيهما بل نقلا في خطوبتهما الجهوزية والحب للآخرين لدرجة أن ساندرا تقول إن ما تعيشه من أجل غويدو تعيشه أيضًا من أجل الآخرين، وتكتب إنهما أمران متداخلان، وعلى المستوى عينه، حتى وإن كان هناك بعض الاختلافات.
كانت مع غويدو وصديقها إيليو عندما وقع الحادث في إيجيا مارينا، في 29 نيسان عام 1984، وبينما كانت تنزل من السيارة صدمتها سيارة أخرى مع صديقها إيليو، وتركتها في حالة خطيرة، فتمَّ نقلُها إلى مستشفى بيلاريا في بولونيا، حيث توفيت بعد غيبوبة دامت ثلاثة أيام. كتبت في مذكراتها في 27 نيسان عام 1984: “ليست حياتي هذه الحياة التي تتطور بشكل إيقاعي من خلال نَفَسٍ منتظم ليس نَفَسي، ينعشها يوم هادئ ليس لي. لا يوجد شيء لكِ يا ساندرا، يجب أن تُدركي ذلك!”.
ماذا يقول خطيبها السابق؟
وحول شعوره في هذه اللحظات المهمة للكنيسة وجماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين، قال: أفكر بالعطايا الكبيرة ورحمة الرب الكبيرة الذي لا يتركنا وحدنا أبدًا حتى عندما نعتقد بأننا نسير وحدنا بينما يكون هو الذي يحملنا بين ذراعيه، كما نقرأ في كتابة على باب كنيسة في غوبيو اعتدنا أن نزورها أنا وساندرا. أفكر في الأب أوريستي وأربط هذه اللحظة بسعادته عندما حصلت جماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين على الاعتراف البابوي. لقد كان الأب أوريستي يحب أن يكرّر هذه الجملة من المزمور “وجهك يا ربُّ ألتمس” وها هي ساندرا الآن ترى وجه الرب.