full screen background image

البابا فرنسيس: السعادة ليست في تكديس الثروة بل في تطبيق التطويبات

220

اشار قداسة البابا مشيرا إلى ان احتياجنا الأكبر ليس مواصلة تكديس الثروات والمزيد من الغنى والتكنولوجيا، بل هو تطبيق النموذج الجديد والثوري الذي نجده في تطويبات يسوع بدءً من أولها “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات” (راجع متى ٥، ٣). وتابع البابا أن روح الفقر هي التي تفتح أمامنا درب السعادة حيث تجعلنا، وأمام الروح الدنيوية، نستخدم ثراءنا وتقنياتنا، خيورنا ومواهبنا لصالح التنمية البشرية المتكاملة، الخير العام، العدالة الاجتماعية والعناية ببيتنا المشترك وحمايته. وذكَّر قداسته بكلمات يسوع: “ما أَعسَرَ دُخولَ مَلَكوتِ اللهِ على ذَوِي المال” (لوقا (١٨، ٢٤). وأراد البابا فرنسيس لفت الأنظار إلى أن يسوع لا يتحدث في التطويبات عن الفقر المادي بمعنى الحرمان مما هو ضروري للعيش بكرامة، مثل الغذاء والعمل والصحة والتربية وغيرها. فهذا الفقر هو في أغلب الحالات ثمرة اللاعدالة والجشع. شدد الأب الأقدس بالتالي على ضرورة أن تتم مواجهة الفقر كحرمان للأشخاص مما هو ضروري وتبعات هذا على حريتهم، وذلك من قِبل الجميع، الحكومات، الشركات متعددة الجنسيات والوطنية، المجتمع المدني والجماعات الدينية. وتابع البابا أن كلمات يسوع “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات” هي دعوة إلى الحرية. كما وذكَّر قداسته بأن يسوع قد أعلن أن المقياس في الدينونة العظمى سيكون ما نقدم من مساعدات للمعوزين، “كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه” (متى ٢٥، ٤٠).

وفي حديثه عن غنى فقراء الروح بالأخوّة وتطلعهم إلى الصداقة الاجتماعية أعطى قداسة البابا مثلا القديس فرنسيس والقديسة الأم تيريزا. وتابع متحدثا عن تراجع الأخوّة والصداقة الاجتماعية والوفاق والثقة والاحترام بسبب التبعات السلبية للامساواة. وشدد قداسته على أن روح الفقر تتطلب عدالة اجتماعية ومسؤولية مشتركة في إدارة الخيور وثمار عمل الإنسان. ثم ختم الأب الأقدس رسالته مشيرا إلى أننا مدعوين، وللتغلب على الجشع، إلى تأسيس حركة عالمية ضد اللامبالاة، تقود إلى خلق مؤسسات اجتماعية تستلهم من التطويبات وتحثنا على السعي إلى حضارة المحبة.